أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، إلى “أنّنا أمام شهر مهم وحساس ومفصلي فيه استحقاقات كبيرة وكثيرة”، وتابع: “الحكومة لا أريد أن أعطيها أهمية لأنه كان يفترض أن تكون بمثابة “تحصيل الحاصل” وأمر بديهي إذ لا يحق لأحد أن يتعسف بالدستور إذا “ركب” في مزاجه أو رأسه أمر، أو إذا كان يريد وضع يده على البلد من خارج الدستور والميثاق”.
وأضاف في كلمة له خلال افتتاح بيت الشباب في بشنين – زغرتا: “وضع اليد على الدستور والميثاق من الأمور التي كانت تحصل سابقاً، لكن طالما التيار موجود لا أحد يستطيع أن يتعسف لا بالدستور ولا بالميثاق ولا به”.
وعن الموازنة، قال باسيل: “الموازنة “ما بتسوى شي” لكن بالعقل ما هو الأفضل للبلد؟ موازنة سيئة أم غياب موازنة؟ علينا أن نختار على هذا الأساس”.
وتابع قائلاً: “القوانين الإصلاحية التي يعدون العالم بها يتأخرون بها عمداً، فالمنظومة لا تريد صندوق النقد لأن “حاكم لبنان” لا يريده”، معتبراً أنّ “صندوق النقد ليس خياراً جميلاً تصل إليه الدول، بل من علامات العجز، لكننا اعتبرنا انه إذا كانت الشروط تناسبنا يمكن ان نستعمله وسيلة للضغط على الاكثرية والمنظومة والطبقة الحاكمة للقيام بالاصلاح”.
وفي سياقٍ آخر، قال: “الاستحقاق الأهم هو المعادلة التي يرسيها لبنان بموضوع الغاز ليكون بلداً نفطيًّا، ليس لأننا تأكدنا من وجود النفط منذ 10 سنوات، ولا لأننا أقرينا المراسيم في اول العهد، ولا لأننا وقعنا العقود في نصف العهد، بل لأننا نكسر حاجزاً أساسيًّا كان يمنعنا من استخراج غازنا ونفطنا. وعندما تسألون لماذا انتظر لبنان الى هذا الوقت، الجواب هو انه كان ممنوعا عليه منذ عشرات السنين استخراج النفط والغاز بقرار اكبر منه، كي لا يكون لديه استقلاله المالي والذاتي وليظل خاضعا اقتصاديا للقوى الاكبر منه”.
وشدّد على أنّ “موضوع النفط والغاز ليس خاضعاً للمزاج؛ عندما لا أحب أحداً أقول ألا نفط في لبنان “وبس صير بدي حب هالشخص او لي مصلحة بذلك او حدث امر آخر يجبرني.. بقول لبنان فيه نفط”.
وأضاف باسيل: “ما ينطبق على النفط والغاز ينطبق على الكهرباء.. تذكّروا أن الخطة التي وضعها التيار للكهرباء عام 2010 ستنفذ بالحرف ليصير هناك كهرباء في لبنان لأن ليس هناك سواها. وضعنا سياسة طاقوية للبنان حتى عام 2050 لكن للأسف نعمل مع اناس يفكرون “اليوم وبكرا وكيف بدور الموتور وكيف بيطفي”، لافتاً إلى أنّه “سواء وقّع اتفاق الترسيم قبل نهاية العهد او بعده، سيكون في كل الحالات انتصارا سجّله ميشال عون في تاريخ لبنان… سيسجّل انتصارا لنا بمقاومتنا وممانعتنا وعندما يقوم حزب الله بالأمر الصح نقول ذلك ولا نخجل… ومعادلات القوة التي نستطيع رسمها نحن واياه “يا ريت” بيعملها معنا ضد الفساد”.
وتابع: “من “يتمسخر” على مفهوم الرئيس القوي ولبنان القوي والعهد القوي يفعل ذلك لأنه ضعيف والضعفاء لا يحبون الاقوياء. أنظروا الى كل من يهزأ من كلمة “القوي” لتعرفوا حقيقته التي هي الضعف الذي ادى الى قبول لبنان بالوصاية والاحتلال والى القول ان قوة لبنان في ضعفه.. لنا الشرف اليوم أن نقول إن قوة لبنان في قوته لا في ضعفه… قوة لبنان بقوة جيشه وشعبه ورئيسه وأحزابه”.
وشدّد على أنّه “بفضل قوة لبنان ومعادلة القوة التي نؤمن بها ووضعناها، نرغم اليوم اسرائيل والعالم ليس فقط على ترسيم الحدود بل على تأمين استخراج النفط والغاز من آبارنا ومن كان يقول لا اريد ان اسمح لكم بالاستخراج يقدم اليوم الوعود من دول وشركات كبرى بأنكم اذا وقعتم نلتزم المجيء لبدء التنقيب”.
وفي موضوع استحقاق رئاسة الجمهوريّة، قال باسيل: “من دون الدخول في ديباجة المواصفات، أقول لكم اننا نريد رئيسا خلال المهلة ولا نريد فراغا ولا نرغب بالاعتياد على “خبرية” الفراغ”.
وردًّا على مداخلة من الحضور حول الترشح للرئاسة، أجاب: “يلّي متلي مش خرج يعمل رئيس جمهورية… فمن يخانق الجميع هل تريدونه رئيسا يراضيهم”؟ يأخذون علينا اننا “نخانق”… اذا “خانقنا” يقولون “بتخانقوا” واذا سكتنا يقولون “ساكتين” واذا “خانقنا” يوما وسكتنا يوما، يسألون عن السبب”. وتابع: “غيري وعدكم بأن الانتخابات النيابية ستغير كل شيء في لبنان، كانخفاض الدولار وسحب سلاح حزب الله و”تزبيط” البلد… غيري “لقط السيف والترس امام الصندوقة وبدأ ينغل ويقول تقبرني” وما الى ذلك… واليوم يكررون شعارات مثل “مدخل الحل هو انتخاب رئيس”… انها وعود وكذبة جديدة”.
وأضاف: “إن شاء الله ننجز الاستحقاق الرئاسي بوقته، لكن للأسف كما قلت لكم قبل الانتخابات النيابية: بغض النظر عن شخص الرئيس الجديد لن يكون هذا هو التغيير الكبير تماما كما لم تكن الانتخابات النيابية كذلك”، موضحاً: “كان يجب اجراء الانتخابات النيابية وجرت ويجب انتخاب رئيس بلا فراغ لكن التغيير الحقيقي يكون بتطوير نظامنا واصلاح اقتصادنا بنموذج اقتصادي ومالي جديد لنصبح عصريين لا رجعيين بأفكارنا بالزراعة والصناعة والتجارة وكل النواحي”.
كما لفت باسيل إلى “أنّنا في التيار ورثنا الكرامة من قائدنا، لكن لم ننل اي شيء “بالهيِّن” وهذا جمال نضالنا فالأسهل كان الا نختلف مع احد ونندمج بسياستهم ونصبح جزءا منهم… قوتنا وقيمتنا اننا نسلك دائما طريق الشوك والعذاب لأنها الصح”. وأضاف: “التيار يجب ان يكون الباني للدولة الحقيقة والحقيقة ستظهر وكل من تنمروا علينا سيتنمرون على انفسهم امام المرآة واليوم تسمعون اخبار الندم وستسمعونها اكثر. ومن اعتبر اننا بدخولنا الى المجلس والحكومة صرنا جزءا من المنظومة ماذا سيعتبر نفسه اليوم بعدما دخل؟ مررنا بظروف صعبة ولم نتغير وانتم في زغرتا – الزاوية نشعر معكم بأصالة النضال التي ستبني لبنان”.
وأكّد أنّه “لن يأتي علينا اصعب مما اتى، حيث غسلوا كل شيء بالمال وحاولوا وضعنا بمواجهة ناسنا، وعلينا التحضير للانتخابات المقبلة بدءا من اليوم”.