كتبت بولا أسطيح في “الشرق الأوسط”:
آخر مآسي اللبنانيين تتجلى اليوم بشح مسكنات «المورفين» التي تستخدم للآلام القوية والتي يلجأ إليها عادة مرضى الأمراض المستعصية. لكن حتى هؤلاء باتوا ممنوعين من الموت بسلام ومن دون أوجاع، وبات العذاب الذي يفتك بعائلاتهم التي تعاني الأمَرَّيْن لمجرد فكرة أنها ستفقد أحد أفرادها مضاعفاً برحلة تأمين «المورفين» الذي لم يعد متوافراً إلا بكميات قليلة غير كافية لسد الاحتياجات.
وتعاني سوق الدواء في لبنان من شح كبير في العقاقير التي لا تزال أسعارها مدعومة من قبل مصرف لبنان وبالتحديد أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، ويندرج «المورفين» في إطار الأدوية التي لا تزال مدعومة لذلك يعاني محتاجوه الأمَرّين لتأمينه.
ولا تعاني المستشفيات حالياً من نقص بمورفين الـiv. ويؤكد أحد الأطباء لـ«الشرق الأوسط» أنه متوافر لدى المستشفى الذي يعمل فيه حتى نهاية عام 2022، لكن معظم المرضى غير قادرين على تكبد تكاليف الحصول على المورفين في المشافي حيث باتت الفواتير «خيالية».
وأُعلن أخيراً عن تخصيص 5 ملايين دولار، للأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، إضافة إلى مبلغ الـ35 مليون دولار أميركي الذي رصد لوزارة الصحة سابقاً من مصرف لبنان، لشراء أدوية الأمراض السرطانية والأمراض المستعصية وحليب الأطفال ومستلزمات طبية ومواد أولية لصناعة الدواء.
وفي شهر حزيران الماضي أعلنت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي تمديد خطة الاستجابة للطوارئ في لبنان حتى نهاية سنة 2022، وطلبت من الجهات المانحة مبلغ 163 مليون دولار لتوفير الحاجات الضرورية للبنانيين والمقيمين الأكثر حاجة.