بعد ما سرب مؤخراً عن مساع تركية لترميم العلاقات مع دمشق، وبعد تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الدول تحتكم بالنتيجة إلى الحوار والدبلوماسية، أعلن وزير الخارجية التركي رسمياً الأمر.
فقد أكد مولود جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، وجود حوار فعلاً يجري على مستوى أجهزة المخابرات بين النظام السوري وتركيا.
وأوضح، أنه “ليس هناك شروطا تركية مسبقة للحوار مع النظام”، مشدداً على ضرورة أن يكون “نقاشاً هادفاً”، وفق قوله.
كما أضاف، أن “المخابرات تنظر في الدوافع وراء الإحتجاجات في سوريا”.
أتى هذا الإعلان بعد تكرار التلميحات خلال الفترة الأخيرة عن نيّة تركية لترميم العلاقات مع النظام في دمشق، حيث أكد أردوغان في حديث مع الصحفيين، الجمعة الماضية، أن على الجميع اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل التوصل لحل نهائي في سوريا.
كما لم يستبعد الحوار والدبلوماسية مع النظام في سوريا.
في حين شدد أوغلو في حديث سابق أيضاً، على أن “التفاهم شرط لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في سوريا، داعياً المعارضة إلى حوار جدّي مع النظام”، مشيراً إلى ما قال إنها “جهود حثيثة تبذلها تركيا لوقف الحرب في سوريا”.
إلا أن هذا التقارب الذي بدأ منذ فترة بتشجيع روسي، رافقه تحذيرات كردية، حيث أعرب عدد من المسؤولين الأكراد عن خشيتهم من صفقة في الشمال.
وأكدت الإدارة التركية الأسبوع الماضي أن تقارب تركيا مع النظام السوري سيسمح بضرب “المشروع الديمقراطي” مقابل دخول قوات النظام إلى إدلب، محذّرة من أن “التقاربات والاتفاقيات الخطيرة ستفتح مجالًا لإطالة أمد الأزمة السورية وتعميقها، وتسهم في إعادة تنشيط تنظيم داعش الإرهابي”، وفق مسؤوليها.
ولعل مؤشرات التقارب بين الجانب التركي والسوري جاءت بغية التوصل لحل على ما يبدو في الشمال (إدلب خصوصاً)، وتزامناً مع عزم أنقرة إعادة آلاف اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
لاسيما أن تركيا تعاني أزمة اقتصادية، أثرت على مواطنيها بشكل كبير مع تراجع القدرة الشرائية والغلاء، وقد زادت أزمة اللاجئين أيضاً الوضع سوءاً، حيث تصاعدت الأصوات من الموالاة والمعارضة مطالبة بحل تلك المسألة.
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية.
كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا.