تواجه القارة الأوروبية موجة حر غير مسبوقة، تمتد من الجنوب إلى شمالي أوروبا, حيث تواجه بريطانيا وفرنسا ارتفاعاً في درجات الحرارة دفع السلطات في كلا البلدين للاستنفار وتكثيف الجهود لإطفاء حرائق الغابات وإنقاذ المواطنين العالقين.
بدورها، أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم الإثنين 18 تموز، أنها أجلت 5 آلاف شخص من مناطق في جنوب غربي البلاد، إثر اتساع رقعة حرائق الغابات.
وأعلن إقليم جيروند (جنوب غرب) عن بدء الإجلاء الوقائي لنحو 5 آلاف شخص من عدة مناطق، منذ الثلاثاء الماضي، حسبما نقلت شبكة “بي إف إم” الفرنسية، الإثنين.
وفي السياق، تكافح السلطات الفرنسية للسيطرة على حرائق الغابات التي تغذيها موجة حر غير مسبوقة تضرب جنوب وجنوب غربي القارة الأوروبية.
ومن المتوقع أن تسجل فرنسا وبريطانيا درجات حرارة قياسية، الإثنين، تصل إلى 40 درجة مئوية، وقد يكون اليوم أكثر الأيام حراً في تاريخ فرنسا.
من جانبها، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية من ارتفاع “غير مسبوق” لدرجات الحرارة في غرب البلاد وجنوب غربها.
وأوضحت, “في بعض مناطق الجنوب الغربي قد تصل الحرارة إلى 44 درجة مئوية، الإثنين، تليها ليلة شديدة الحر”، حسبما نقل موقع “يورونيوز” الأوروبي.
من جانب آخر، تراجعت إلى حد ما موجة الحر التي ضربت مناطق جنوبي أوروبا في الأسابيع الماضية، وتسببت في مقتل المئات وحرائق غابات ضخمة، بينما ضربت في المقابل شمالي القارة، لا سيما بريطانيا وفرنسا.
وتشهد مناطق كثيرة بأوروبا موجة حارة يقول العلماء إنها تتماشى مع تغير المناخ، وارتفعت فيها درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية في بعض المناطق، مع اندلاع حرائق غابات في مناطق ريفية جافة بالبرتغال وإسبانيا وفرنسا.
وبدأت درجات الحرارة في بعض مناطق جنوبي أوروبا في الانخفاض مطلع الأسبوع، لكن الآلاف من رجال الإطفاء في جميع أنحاء المنطقة ما زالوا يكافحون لاحتواء مئات حرائق الغابات، وقالت السلطات إن خطر اندلاع مزيد من الحرائق لا يزال مرتفعاً للغاية.
وتواجه إسبانيا، الاثنين، اليوم الثامن والأخير من موجة حارة استمرت أكثر من أسبوع، وتسببت في أكثر من 510 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة، حسب تقديرات معهد كارلوس الثالث الصحي.
واليوم الإثنين، تشهد بريطانيا اليوم الأكثر حرارة, إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية للمرة الأولى، ما أجبر شركات القطارات على إلغاء بعض الخدمات، وأجبر المدارس على الإغلاق مبكراً، وسيحث الوزراء الناس على البقاء في منازلهم.
وأعلنت الحكومة حالة تأهب “طوارئ عامة” مع توقع أن تتجاوز درجات الحرارة اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء 38.7 درجة مئوية، والتي سبق أن سُجلت في حديقة جامعة كامبريدج النباتية عام 2019.
وفي فرنسا، انتشرت حرائق الغابات على مساحة 27 ألف فدان في منطقة جيروند بجنوب غربي البلاد، وأعلنت السلطات الإقليمية بعد ظهر الأحد إجلاء أكثر من 14 ألف نسمة.
وقالت السلطات في بيان إن أكثر من 1200 رجل إطفاء يحاولون السيطرة على الحرائق.
وأصدرت فرنسا تحذيرات حمراء، هي الأعلى الممكنة لعدة مناطق، وحثت السكان على “توخي الحذر الشديد”.
وفي إيطاليا التي شهدت حرائق أصغر في الأيام الأخيرة يتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في عدة مناطق في الأيام المقبلة.
كما عانت سويسرا من آثار الموجة الحارة. وأعلنت شركة أكسبو، التي تدير محطة بيزناو النووية، اليوم الإثنين، أنها اضطرت إلى خفض الإنتاج حتى لا تتسبب في ارتفاع درجة حرارة نهر آر الذي تستمد منه مياه التبريد.
https://twitter.com/ClimatePhysio/status/1548656705092952065?t=PEcn3V2-db-L1Bu47hzyfw&s=19