ردّ مسؤولون سعوديون على تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن حول قتل الصحافي جمال خاشقجي، مشككين بتقرير الاستخبارات الأميركية الذي حمّل المسؤولية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومتوقفين عند تجاوزات أخرى ضد صحافيين في العالم.
وأعلن الرئيس الأميركي أنه أثار مسألة خاشقجي الذي قتل على ايدي سعوديين في قنصلية بلاده في اسطنبول في العام 2018، مع الأمير محمد بن سلمان الذي التقاه في جدة. وقال “ما حدث لخاشقجي كان أمرًا فظيعًا (…) قلتُ بوضوح إنّه إذا حدث أمر مماثل مجدّدًا، سيكون هناك ردّ وأكثر من ذلك”.
وكانت إدارة الرئيس الديموقراطي نشرت بعد وصوله الى الحكم تقريرا استخباراتيا خلص إلى أن ولي العهد وافق على العملية التي أدت إلى قتل الصحافي المعارض الذي كان مقيما في الولايات المتحدة.
وشكّك وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في الخلاصة التي توصّلت إليها الاستخبارات الأميركية، قائلا في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الأميركية، “نحن نتذكر خلاصة مجموعة الاستخبارات في ما يتعلق بامتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل”، في إشارة إلى أن هذه الخلاصة التي لعبت دورا أساسيا في الاجتياح الأميركي للعراق لم تُثبت على الأرض.
وقال أيضًا إنّ المملكة تعتقد أنه تم التعامل مع القضية بشكل كاف، على الرغم من عدم العثور على رفات خاشقجي بعد.
وتابع الجبير “حقّقت السعودية في هذه الجريمة، وحاسبت المسؤولين عنها، وهم يدفعون ثمن الجريمة التي ارتكبوها”، مضيفا “حققنا وعاقبنا واتخذنا إجراءات لضمان عدم تكرار ذلك. هذا ما تفعله الدول في مثل هذه المواقف”.
وقضت محكمة سعودية في 2020 بسجن ثمانية أشخاص لمدة تتراوح بين سبعة و20 عاما على خلفية الجريمة.
وتعرضت المحاكمة لانتقادات بسبب عدم فتحها أمام الإعلام، وإبقاء وقائعها سرية.
وكانت قناة “العربية” نقلت عن مصدر سعودي مسؤول قوله إنّ “بايدن تطرّق لموضوع جمال خاشقجي بشكل سريع”، فأكد وليّ العهد أنّ “ما حدث أمر مؤسف واتّخذنا جميع الإجراءات القانونية لمنع” حدوثه مجدّدًا.
وأضاف أنّ وليّ العهد “ذكر أنّ مثل هذه الحادثة تحدث في أيّ مكان من العالم”، مذكّرًا بأنّ “واشنطن قامت بعدد من الأخطاء كحادثة سجن أبو غريب” في العراق، في إشارة الى إقدام جنود أميركيين على تعذيب سجناء في سجن عراقي.
وقال المحلل السعودي علي الشهابي لوكالة فرانس برس إن اللقاء بين الأمير محمد بن سلمان وبايدن “سار بشكل جيد مع تبادل صريح للآراء”.
وتابع أن ولي العهد “ردّ على بايدن، مشيرا إلى ازدواجية المعايير الأميركية في إحداث ضجة كبيرة بشأن خاشقجي بينما تبذل قصارى جهدها للتقليل من شأن اغتيال (الصحافية الفلسطينية) شيرين أبو عاقلة، رغم أنها مواطنة أميركية”.
وقتلت شيرين أبو عاقلة بالرصاص في أيار أثناء تغطيته عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. ويتهم الفلسطينيين الجيش الإسرائيلي بقتلها، بينما قالت إسرائيل إنها لم تتمكن من تحديد الجهة التي أطلقت النار. وخلص تحقيق أميركي الى أن الرصاصة التي قتلتها مصدرها على الأرجح موقع إسرائيلي، لكنه نفى وجود أن يكون القتل حصل عمدا.
وقال الشهابي “عدا هذا التبادل الصريح، كان الاجتماع وديًا ومهمًا للغاية لتجاوز” التوترات.