تهكَّم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأحد 10 تموز 2022، على الرئيس الأميركي جو بايدن؛ بسبب قراره زيارة السعودية على الرغم من تعهُّده سابقاً بجعلها منبوذة بسبب قتل الصحفي جمال خاشقجي.
ترمب، الذي جعل الرياض أولى زياراته الخارجية خلال رئاسته، قال إنَّ زيارة بايدن الجمعة المقبل، 15 تموز، ستُظهِر أنَّ الولايات المتحدة أصبحت “متسولة” للطاقة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
يواجه بايدن (79 عاماً) غضباً من بعض الديمقراطيين لاختياره لقاء ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بعد إعلان تقييم استخباراتي العام الماضي أفاد بأنَّ الأمير كان قد وافق على اعتقال أو قتل خاشقجي. وسيلتقي بايدن أيضاً الملك سلمان (86 عاماً)، الذي حاول أن يجعله في البداية الجهة التي يتواصل معها في البلاد. وفكَّر بعض موظفي البيت الأبيض في الاستقالة بسبب تغيير الاتجاه.
واستخدم بايدن مقالاً في صحيفة The Washington Post الأميركية أمس الأول، السبت 9 تموز، في نفس القسم الذي كان يكتب به جمال خاشقجي، ليجادل بأنَّ الزيارة فرصة لـ”إعادة توجيه العلاقات مع بلد كان شريكاً استراتيجياً لثمانين عاماً”.
وقُتِلَ معارض سعودي آخر، هو منيع اليامي، مساء السبت، 10 تموز، وهو ما قد يُعقِّد الزيارة. وقال “حزب التجمُّع الوطني” السعودي بالمنفى، الذي كان اليامي عضواً مؤسساً له، إنَّه قد اغتيل، ولو أنَّ المسؤولين اللبنانيين قالوا إنَّه شقيقيه قد طعناه حتى الموت.
ستكون زيارة بايدن جزءاً من أول جولة له بالشرق الأوسط، بدءاً من الأربعاء، 13 تموز، وحتى السبت، 16 تموز، لتعزيز السلام والسعي للحصول على المساعدة من السعودية في تخفيض أسعار الطاقة على المستهلكين الأميركيين.
وقال بايدن إنَّ السعوديين “يعملون مع خبرائي للمساعدة في تحقيق استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين”.
وأضاف: “أعلم أنَّ هنالك الكثيرين ممَّن يختلفون مع قراري بالسفر إلى السعودية. وجهات نظري بشأن حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، ولطالما كانت الحريات الأساسية على جدول الأعمال حين أسافر إلى الخارج، مثلما ستكون خلال هذه الزيارة، ومثلما ستكون في إسرائيل والضفة الغربية”.
وأفادت صحيفة The New York Times الأميركية بأنَّ زيارة بايدن إلى السعودية كان يجب أن تكون مباشرةً بعد قمة الناتو في مدريد قبل أسبوعين، لكنَّها تأجَّلت لأنَّ المسؤولين كانوا يخشون من أنَّ مزيداً من السفر سيكون “جنوناً” لرجل بمثل عمره. إذ كان ذلك يعني أن يظل خارج البلاد لعشرة أيام، وهو ما اعتُبِرَ شاقاً للغاية. وكان المبرر الرسمي للتأجيل هو الأسباب الدبلوماسية.
وفي إسرائيل، سيحصل بايدن على أعلى وسام مدني، وسام الشرف الرئاسي. وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إنَّ الهدف من ذلك هو “شكره بايدن على كونه صديقاً حقيقياً لإسرائيل”، وعلى “دعمه الممتد منذ عقود لأمن إسرائيل وتعميق تحالفنا ومحاربة معاداة السامية”.
ويعاني بايدن من أجل تغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. فلم يتراجع عن قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وافتتاح سفارة بها، كما عجز عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني.