شهد لبنان امس إنعقاد المؤتمر السنوي الدولي الدوري الواحد والعشرون للمنظمة العالمية لحوار الأديّان والحضارات “أويسكو” في قاعة المؤتمرات في فندق الريجنسي بالاس الذي عقد هذا العام في لبنان بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير تحت عنوان “لبنان أكاديميّة الإنسان للتلاقي والحوار” وبمناسبة “تأسيس كرسي أحمد بن زين الدين الأحسائي للفلسفة والعرفان في لندن”، بالتعاون مع وبمشاركة كل من اللجنة الأسقفيّة للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان، المركز الكاثوليكي للاعلام – اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، مطرانية جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس، مطرانية بيروت للروم الملكييـن الكاثوليك، أبرشية بيروت للسريان الكاثوليك، دار الافتاء الجعفري في جبيل وكسروان، دار الافتاء الجعفري في صيدا، دار إفتاء بلاد جبيل، الهيئة العالميّة للفقه الإسلامي، المحكمة الشرعيّة في جبل لبنان، المركز الدولي للحوار الديني والإنساني – أوسلو، أكاديميّة الكوفة في هولندا، الجمعية اللبنانية لفلسفة القانون (الجامعة اللبنانيّة)، لقاء أبناء الجبل، جمعية البيت اللبنانيّ للبيئة، المؤسسة الرومانيّة للترجمة ANCI، وبحضور وبمشاركة نخبة من الشخصيات الدينيّة والأكاديميّة والثقافيّة والأدبيّة والدبلوماسيّة من داخل لبنان وخارجه.
الإفتتاح: بداية إفتتحت أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبيّة من أمين عام المؤتمر البروفيسور الشيخ مخلص الجدة رئيس المنظمة العالمية لحوار الأديّان والحضارات (أويسكو) الأمين العام لكرسي الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي للفلسفة والعرفان في لندن وتحدث عن دور لبنان في التلاقي والحوار بين مختلف الأديان والثقافات والجهود التي يبذلها فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال عون في جعل لبنان ليكون مركزاً دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق وتبنيه إنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» في لبنان والذي وافقت عليه الجمعيّة العمومية للأمم المتّحدة في نيويورك في 16 أيلول 2019.
بعدها عرض البروفيسور الجدة بشكل تفصيلي فكرة تأسيس “كرسي الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1753-1826 م) (1166–1241 هـ) للفلسفة والعرفان في لندن” هذه المؤسسة العلميّة والأكاديميّة التي من مهامها الإشراف على الدراسات العليا في الفلسفة والعرفان وتعمل على دعم ورفد الطلبة والباحثين العاملين على إحياء تراث الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي من خلال مؤلفاته وكتبه الجليلة، ويتوخّى الكرسي تقديم المعرفةِ الأكاديميّةِ في الحقولِ الإنسانيّة لاسيّما الدراسات المتعلّقة بين الفلسفة والعرفان. وتشجيع ثقافة الحوار والتعايش السلمي واحترام حقوق الاخرين. ويُعنى على نحوٍ خاصٍّ بالدينِ الإسلامي من منظورٍ مقارنٍ يأخذُ بالحسبان الديانات العالميّة والمجتمعات متعددة الثقافاتِ، ومن أنشطته وضع فِرَقٍ من الأساتذة الأكاديميين والباحثين والمثقفين من بلدان العالمِ المختلفةِ في مشاريعَ بحثيّة مشتركة تُعزز العلاقاتِ بين الجامعات والباحثين عبر الكرسي، وذلك ببرامج تبادل الأساتذة الزائرين والإشرافِ المشتركِ على الدراسات العليا من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه وبرامج التعاون البحثي.
كلمات: ثم تحدث في الجلسة الاولى الإفتتاحية على التوالي أصحاب السماحة والفضيلة والنيافة كل من المفتي الدكتور الشيخ محمد عسيران مفتي صيدا الجعفري أمين عام الهيئة العالميّة للفقه الإسلاميّ عضو كرسي الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي للفلسفة والعرفان في لندن، المفتي الشيخ عبدالأمير شمس الدين المفتي الجعفري في جبيل وكسروان وعضو كرسي الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي للفلسفة والعرفان في لندن، الدكتور طارق محمد البغلي نائب رئيس كرسي الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي للفلسفة والعرفان في لندن، المفتي الشيخ الدكتور مالك الشعّار مفتي طرابلس والشمال السّابق، المفتي الشيخ غسان اللقيس مفتي بلاد جبيل، سفير جمهوريّة العراق لدى لبنان حيدر البراك، سفير جمهورية العراق لدى دولة قطر الدكتور عمر البرزنجي، وزير الخارجيّة والمغتربين الأسبق الدكتور فوزي صلوخ، مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس جورج ثاوفيلوس صليبا، النائب البطريركي العام للأبرشية البطريركية للسريان الكاثوليك في لبنان ورئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان مار متياس شارل مراد، متروبوليت بيروت للروم الملكيين الكاثوليك السابق المطران كيرلس سليم بسترس، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب الدكتور عبدو أبو كسم، رئيس محكمة جبل لبنان الشرعيّة السنيّة القاضي الدكتور الشيخ أحمد درويش الكردي، الرئيس السابق لجامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفيسور يوسف مونّس، أمين سر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان البروفيسور الأب كلود ندرة، أستاذ الدراسات العليا في كليّة الفقه في جامعة الكوفة – العراق ورئيس المجلس العلمي الإستشاري في منظمة الأويسكو البروفيسور الدكتور الشيخ علي سميسم، رئيس المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا في لبنان سابقاً القاضي الشيخ مرسل نصر، مؤسس مركز بهاء الدين العاملي للأبحاث والدراسات المحقق الدكتور الشيخ جعفر المهاجر، مستشار مطران بيروت للروم الملكييّن الكاثوليك الدكتور سهيل أبو حلا، مستشار البنك الدولي وعضو لقاء أبناء الجبل الدكتور منير حمزة.
الجدلسة الثانية: بعدها في الجلسة العلميّة الثانية ألقى المشاركون في المؤتمر كلماتهم وأوراقهم البحثيّة بداية كل من رئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين، أمين عام اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي الآباتي أنطوان ضو الانطوني، المدير المالي والإداري في المعهد الأنطوني في بعبدا سيادة الأب إسكندر شهوان الانطوني، القاضي في المحكمة الاستئنافية البطرياركية للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان الأب الياس صليبا، رئيس الوفد الأكاديمي والديني القادم من المملكة المتحدة الدكتور الشيخ هيثم السهلاني، رئيس مؤسسة البيت اللبناني للبيئة الشيخ نظام بوخزام، رئيس أكاديميّة الكوفة في هولندا وصاحب موسوعة مجلة الموسم الدكتور محمد سعيد الطريحي، رئيسة إتحاد السفراء الدوليين المحامية الدكتورة غرازييلا سيف، أمين عام المركز الدولي للحوار الديني والإنساني في أوسلو الدكتور علي موسى الموسوي، الدكتور أمير العطية المدير التنفيذي في مستشفى الشرق الأوسط رئيس جمعيّة الصداقة اللبنانيّة العراقيّة، رئيس تحرير وكالة وموقع المنتشر الصحافي الأستاذ رمزي منصور، رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات ورئيس تحرير وكالة درونز نيوز الدكتور ايلي سرغاني، ممثل الدول العربية في الشبكة العالمية للموارد الطبيعية والانتاج الانظف لدى الأمم المتحدة الدكتور علي محمد يعقوب، أستاذ مادّة التَّاريخ واللّغات القديمة في الجامعة اللّبنانيّة الأب الدكتور يوحنا إسكندر.
الاختتام: وبعد اختتام المؤتمر إنتقل المشاركون والحضور الى حفل العشاء المقام على شرفهم وقد تحدث في حفل العشاء مستشار منظمة الأويسكو للشؤون العلميّة والثقافيّة الشاعر والأديب الدكتور ميشال جحا أستاذ الأدب العربي وعلم المرافعة للحقوقيين في جامعة الحكمة وجامعة القديس يوسف سابقاً الذي القى قصيدة شعريّة من وحي المناسبة، وبعدها تحدث الفقيه اللّغوي أﺳﺘﺎذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ في الجامعة اللبنانيّة وﺟﺎﻣﻌﺔ الشرق اﻷوﺳﻂ الدكتور ميشال كعدي.
زيارة رئيس الجمهورية: وفي اليوم الثاني من إختتام أعمال المؤتمر إستقبل فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا أصحاب السماحة والفضيلة والنيافة والسيادة المشاركون في المؤتمر واطلعوا فخامته على نتائج وتوصيات المؤتمر ومنح البروفيسور الجدة باسم المؤتمرين فخامته درع المؤتمر والميدالية الذهبية بصفته راعياً لحوار الأديان والحضارات ولدوره في إنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» في لبنان.