تزيد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مع توالي استقالات الوزراء والمسؤولين من الحكومة البريطانية، الذين أدلى كل منهم سببا معينا في “رسائل الاستقالة”.
وصباح الأربعاء، أعلن عضوان جديدان في الحكومة البريطانية، استقالتهما، ويتعلق الأمر بكل من وزير الدولة لشؤون الأطفال والعائلات، ويل كوينس، ومساعدة وزير الدولة لشؤون النقل، لورا تروت.
كما استقالت وزيرة العدل فيكتوريا أتكنز من الحكومة، والثلاثاء، قدّم وزيرا الصحة والمال البريطانيان ساجد جاويد وريشي سوناك استقالتهما من الحكومة.
أسباب الاستقالة
ونشر موقع “سكاي نيوز” رسائل الاستقالة لكل من الوزراء الراحلين، حيث كتب كل منهم سببا مختلفا للرحيل.
الأول في الاستقالة كان وزير الصحة ساجد جاويد، الذي استقال من حكومة جونسون للمرة الثانية، بعد أن كان قد استقال من وزارة المالية في 2020.
فقدت ثقتي بك
وكتب جاويد في رسالته إلى جونسون: “إنه مع الأسف الشديد، يجب أن أخبرك أنني لم أعد أستطيع، بضمير حي، الاستمرار في الخدمة في هذه الحكومة”.
وأضاف جاويد: “يُنظر إلى المحافظين على أنهم صانعو قرار عنيدون، يسترشدون بقيم قوية. ربما لم نحظ دائما بالشعبية، لكننا كنا مؤهلين للعمل من أجل المصلحة الوطنية”.
“للأسف، في ظل الظروف الحالية، يرى الشعب أننا لسنا كذلك الآن. وأظهر التصويت على الثقة الشهر الماضي أن عددا كبيرا من زملائنا يتفقون مع الشعب. لقد كانت لحظة للتواضع والتوجه بمسار جديد”.
“يؤسفني أن أقول، مع ذلك، إنه من الواضح لي أن هذا الوضع لن يتغير تحت قيادتك وبالتالي فقد فقدت ثقتي بك أيضا.”
استقالة المخلص
أما وزير المالية ريشي سوناك، فكتب في رسالته إلى جونسون: “بالنسبة لي أن أتنحى عن منصبي كوزير للمالية بينما يعاني العالم من العواقب الاقتصادية للوباء والحرب في أوكرانيا والتحديات الخطيرة الأخرى هو قرار لم أتخذه باستخفاف”.
“ومع ذلك، يتوقع الجمهور بحق أن تدار الحكومة بشكل صحيح وكفء وجاد. أدرك أن هذا قد يكون آخر منصب وزاري لي، لكنني أعتقد أن هذه المعايير تستحق القتال من أجلها ولهذا السبب أستقيل”.
وقال سوناك إنه كان “مخلصا” لرئيس الوزراء: “عندما اختلفت معك بشكل خاص، قمت دائما بدعمك علانية.”
لكنه أضاف: “استعدادا لخطابنا المشترك المقترح بشأن الاقتصاد الأسبوع المقبل، أصبح من الواضح لي أن مناهجنا مختلفة بشكل أساسي”.
لم أعد أستطيع
وكان ثالث عضو في الحكومة يستقيل هو أندرو موريسون، المبعوث التجاري لرئيس الوزراء إلى المغرب.
وقال موريسون إن الفترة الأخيرة كانت “فوضى عارمة”.
وأضاف: “الآخرون يوازنون بين عملهم المستمر معك، مع الحفاظ إحساسهم الشخصي بالشرف والنزاهة، ولكن أنا لم أعد أستطيع”.
وأنهى رسالته بالقول: “أصبح موقفك غير قابل للإصلاح. أحثك بشدة على الاستقالة”.
بوريس جونسون في قلب عاصفة جديدة
بوريس جونسون في قلب عاصفة جديدة
عليك أن تستقيل
بالنسبة لنائب رئيس حزب المحافظين، لم تكن الرسالة هي التي كشفت نواياه، بل مقابلة تلفزيونية.
عندما سئل عن أفكاره بشأن الوضع الحالي، قال نائب رئيس حزب المحافظين بيم أفولامي على الهواء مباشرة: “عليك أن تستقيل”.
قال إنه “لا يستطيع أن يخدم في ظل رئاسة الوزراء” لأن جونسون “فقد ثقة الشعب”، مضيفا: “أعتقد أنه أصبح من الواضح، خاصة بعد أن فقد دعم اثنين من أقرب زملائه في الحزب، أن الوقت قد حان لتنحيه “.
نجح في كورونا وفشل في النزاهة
وانضم روبن ووكر إلى قائمة الاستقالات المتزايدة، وهو الذي كان “وزير معايير المدارس” حتى صباح الأربعاء.
وقال ووكر: “لسوء الحظ، أوضحت الأحداث الأخيرة لي أن حزبنا العظيم، الذي كنت أقوم بدعمه طوال حياتي، أصبح مشتتا عن مهامه الأساسية بسبب التركيز المستمر على الأسئلة المتعلقة بالقيادة”.
وبينما أشاد بعمل رئيس الوزراء في مواجهة الوباء، أضاف: “في الأشهر الأخيرة، هذه الإنجازات العظيمة … طغت عليها الأخطاء والتساؤلات حول النزاهة”.
سكاي نيوز عربية