نجا المسؤول الاقتصادي في ميليشيا “حزب الله” العراقي من محاولة اغتيال، مساء الأحد، إذ تعرضت سيارته لكمين نفذه مسلحون مجهولون أثناء عودته من مدينة البوكمال السورية إلى قرية الهري. وانضم بذلك القيادي الملقب بـ “أبو راما العراقي” إلى قائمة قادة الميليشيات الإيرانية والعراقية الذين تعرضوا لمحاولات اغتيال خلال الأشهر الماضية، وكانت المحاولة الأخيرة استهدفت الحاج عسكر قائد الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال.
ويعتبر أبو راما العراقي (42 عاماً) واسمه الحقيقي غير معروف، من أبرز قادة “حزب الله” العراقي في سوريا حيث يتولى رسمياً منصب المسؤول الاقتصادي في الميليشيا بينما على أرض الواقع تنحصر مهامه في إدارة ملف تهريب المخدرات والأسلحة والتبغ بين العراق وسوريا، وكان عين في السابق مشرفاً عاماً على معبر السكك بين العراق وسوريا، وهو معبر غير شرعي تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية وتستخدمه في عمليات الإمداد ونقل الأسلحة بالإضافة إلى عمليات التهريب لتمويل نشاط الميليشيا.
وعقدت الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً، صباح الاثنين27 حزيران (يونيو)، اجتماعاً لقياداتها في مقر ميليشيا “سيد الشهداء” في قرية الهري الحدودية مع العراق شرق دير الزور. وحضره قادة الميليشيات العراقية ومنها “عصائب أهل الحق” و”حزب الله” العراقي، وذلك على خلفية استهداف أبو راما، بحسب ما ذكر موقع “عين الفرات” وهو موقع سوري يغطي أخبار المنطقة الشرقية ويركز على نشاط الميليشات الأجنبية.
وأوضح المصدر أنَّ المدعو أبو راما تعرض مساء الأحد، لهجوم مسلح من مجهولين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار عليه أثناء عودته من البوكمال إلى الهري.
وأضاف أنَّ أبو راما نجا من محاولة الاغتيال ولم تصب سوى سيارته (من نوع بيك أب – تويوتا) تم سحبها إلى مقر “سيد الشهداء”، وهرب المنفذان على دراجتهما.
سرقة مستودع سلاح
وتأتي محاولة اغتيال ابو راما بعد نحو شهرين من تعرض مستودعات الأسلحة التي يشرف عليها للسرقة. وذكرت مصادر إعلامية في أواخر شهر آذار (مارس) الماضي أنه تمت سرقة ما يقارب 15 صندوق رصاص و15 مسدساً من نوع (كلوك) من أحد المستودعات الكائنة في منطقة الحميضة في ريف مدينة البوكمال شرق دير الزور.
وتعدّ منطقة “الحميضة” القريبة من البوابة العسكرية الإيرانية بين العراق وسوريا، من أهم المناطق للميليشيات الإيرانية، وتضم عشرات المقار ومستودعات الأسلحة ويشرف عليها أبو راما الذي يتخذ منزل المدني عياش العداي مقراً له ولعناصره.
رفع ضريبة التهريب
وفي 5 حزيران (يونيو) الجاري أقدمت الميليشيات العراقية على رفع ضريبة التهريب المخصصة للمواد المهربة بين سوريا والعراق فضلاً عن ممارسات وتضييق على الأهالي.
وقال موقع “فرات بوست”، إن ميليشيا “حزب الله” العراقي أقدمت على رفع قيمة الضريبة المخصصة للمواد المهربة بين سوريا والعراق، وأن أبو راما العراقي المسؤول عن معبر السكك الإيراني في قرية الهري، أمر برفع الضريبة المفروضة على التجار لإدخال المواد الغذائية والتموينية والتبغ من أسواق العراق إلى أسواق البوكمال ودير الزور، إضافة إلى رفع ضريبة النقل على الماشية المهربة من سوريا إلى العراق.
وأشار إلى أن هذه الخطوة دفعت التجار في المنطقة الى إيقاف عمليات التهريب بسبب انعدام الفائدة المادية منها وعدم تحقيق أي أرباح بسبب تساوي تكلفتها مع تكلفة المواد في السوق المحلية.
وبحسب الموقع، فإن الأهالي في مدينة البوكمال وريفها يتهمون ميليشيات “حزب الله” العراقي التابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وحواجز الفرقة الرابعة بالتسبب برفع الأسعار في الأسواق بسبب التحكم بالطرق والمعابر وفرض ضرائب كبيرة على المواد القادمة.
تهريب التبغ
ومنذ تسلم أبو راما إدارة معبر السكك، تزايدت عمليات تهريب التبغ بين العراق وسوريا لما تدره من أرباح خيالية. وتدخل يومياً شاحناتٍ تابعة للميليشيات الإيرانية والعراقية محملة بكمياتٍ كبيرة من التبغ وبإشرافٍ مباشرٍ من أبو راما الذي يتعامل مع تجارٍ في مدينة البوكمال لبيعهم مادة التبغ ومواد مهربة أخرى.
وتوجه اتهامات إلى عناصر وضباط في الجيش السوري والميليشيات الإيرانية بشراء التبغ من التجار ومن مراكز البيع في مدينة البوكمال ثم تهريبه عبر أخذ إجازاتٍ قصيرة لبيعه في أسواق دمشق وحلب والساحل بأسعارٍ باهظة.
من يقف وراء استهداف القيادي العراقي؟
نظراً الى النشاطات المشبوهة العديدة التي ينخرط فيها أبو راما العراقي على ضفتي الحدود بين العراق وسوريا، يبدو من الصعب تحديد الجهة التي لها مصلحة في استهدافه. وما يزيد من صعوبة ذلك أن أبو راما لديه خلافات كثيرة مع بعض عائلات المنطقة، لا سيما عائلة حسين العلي التي تتهمه بالاستيلاء على أملاكها وأراضيها، علماً أن معبر السكك كان معروفاً من قبل باسم معبر حسين العلي. كما يمكن للخلافات الداخلية بين الميليشيات العراقية على إدارة معبر السكك والتي استفحلت في الآونة الأخيرة ما أدى إلى إغلاق المعبر مرات عدة أن تكون سبباً في استهداف القيادي العراقي. ومع ذلك يذهب البعض إلى أن محاولات الاغتيال الفاشلة التي تطاول بعض قادة إيران في المنطقة ما هي إلا مسرحيات وهمية تقوم بها الميليشيات بين الحين والآخر بهدف شد عصب عناصرها والتمويه على بعض التحركات التي تقوم بها في المنطقة.
دمشق