رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذكرى السنوية الاولى لرحيل المطران بطرس الجميل، في مسقط رأسه في بلدة عين الخروبة.
وقد حضر الراعي الى كنيسة سيدة المعونات في البلدة لمباركة جدارية للمثلث الرحمة تم وضعها في صالة الرعية، في ختام قداس احتفل به راعي أبرشية انطلياس المطران انطوان ابي نجم وراعي ابرشية قبرص المطران سليم صفير وراعي ابرشية طرابلس المطران يوسف سويف.
شارك في القداس الرئيس أمين الجميل، النائبان سامي الجميل والياس حنكش، ومطارنة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيون، اضافة الى وفد كنسي وعلماني من قبرص.
وبعد الانجيل ألقى أبي نجم عظة تناول فيها سيرة الراحل والانجازات التي حققها كنسيا ولاهوتيا.
الراعي
ثم تحدث الراعي، فقال: “أحييكم جميعا في هذا النهار الجميل وأثني على هذه المبادرة التي قامت بها العائلة بإنشاء الجدارية للمثلث الرحمة المطران بطرس الجميل الذي لا يمكن ان ينساه التاريخ. وهذه المبادرة تجعلنا نتذكره دائما، لانه لم يمر مرور الكرام في التاريخ، لكنه طبع تاريخه منذ كان اكليريكيا، مرورا بحياته الكهنوتية والاسقفية التي رافقناه فيها كلها، وكنا نكن له محبة كبيرة في القلب، لانه كان يشع بمثله وبجديته. صحيح، لم يمر مرور الكرام، طبع تاريخه، عندما كان كاهنا، فكتب والف وخدم وناضل، وعندما اصبح مطرانا ورئيس اللجنة الأسقفية اسس ابرشية قبرص ووضع مداميكها الاولى بعدما فصلت عن ابرشية انطلياس، وفتح علاقات رائعة مع الكنيسة الارثوذكسية المحلية ومع السلطات، وكمطران تولى رئاسة اللجنة البطريركية للاصلاح الليتورجي الذي بفضله نتبعه اليوم في القداس وفي القراءات والاسرار. المطران بطرس لم يكن ينام ولم يكن وقته حرا ولم يكن يستريح بل كان في عمل دائم”.
أضاف: “اهنئكم على هذه الجدارية واهنئ العائلة التي جعلته حاضرا بيننا بشكل مستمر، كلما دخلنا الى قاعة الرعية. كما نتذكر هذا الانسان الذي كان له الدور الكبير بانشاء هذه الكنيسة الرائعة التي تحمل اسم سيدة المعونات، ولو اطال الله بعمره اكثر لكان اعطى اكثر. وفي حياته الاخيرة تحمل ألمه ووجعه، واحيي كل من خدمه واعتنى به، لذلك أحييكم واشكركم لانني اعتبر اهتمامكم به اهتماما بكل واحد منا، وكنا نشعر بهذا الامر عندما كنا نزوره، كنا نشعر كم تكنون له من محبة واحترام وانتم تعرفون اكثر مني ماذا حقق وماذا ترك للتاريخ وللكنيسة”.
وختم: “المثلث الرحمة المطران بطرس طبع تاريخه بكل ما للكلمة من معنى وحقق الفرق، ونحن نفخر بأنه مر بتاريخ كنيستنا المارونية كاهن واسقف معطاء من هذا النوع، لذلك يبقى ذكره حيا في القلب والخواطر وفي كل مكتباتنا وفي قداديسنا. ونلتمس من ربنا ان يكون الى جانبه ويشفع فينا وبكنيستنا وبلبنان الذي احبه والذي من أجله تألم وبنى وناضل وتعب ولا شك انه سيكون الى جانبنا. سيدة المعونات التي تشفع لها دائما ووضع فيها كل ثقته نحن ايضا نضرع اليها ونلتمس منها في هذا الظرف الصعب ان تحتضننا بمعونتها ونعمها. نعم ذكره مخلد لانه طبع التاريخ، وشكرا لكم على هذه الجدارية لانها ستعرف الأجيال القادمة على المطران بطرس الجميل”.
برجيس الجميل
والقى شقيق الراحل الدكتور برجيس الجميل كلمة باسم العائلة شكر فيها الجميع. ثم توجه الى روح الراحل قائلا: “أمام المذبح الذي أحببت حيث كنا نشاركك الإحتفال بالذبيحة الإلهية ونسمعك تنشد في السكرستيا في نهاية كل قداس: قد أكلت جسدك المقدس لا تأكلني النار، تستريح بعد مسيرة خصبة حافلة بعشرات المؤلفات التي نقلت تراث وليتورجية الكنيسة المارونية من مرحلة إلى مرحلة، في حمى العذراء سيدة المعونات شفيعتك دائما، مرددا: من كان للعذراء عبدا لن يدركه الهلاك أبدا. فعلا لقد أتممت سعيك أيها الراحل، وحفظت ايمانك وكنت أمينا على القليل والكثير واخترت النصيب الأفضل ولن ينزع منك. وفي النهاية، نردد مع أغسطينوس إلى الموعد واللقاء.المسيح قام حقا قام”.
بعد ذلك انتقل الراعي والحضور الى صالة الرعية، حيث رفعت الستارة عن جدارية للمطران الجميل، ومكتبة ضمت المؤلفات التي كتبها وأعدها، والادوات الكنسية التي كان يستخدمها في قداسه اليومي.