أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم السبت، أنّ “لبنان نشأ ليكون مثال الوطنِ السيّد الحرّ الحياديّ ورمزَ المساواةِ والشراكةِ بين جميعِ مواطنيه على أساسِ الدستورِ والميثاق”.
وقال في عظته خلال قدّاس ختام رياضة المطارنة: “يا ليت المسؤولين والسياسيّين عندنا في لبنان يدركون قيمة هذا الوطن وفرادته التي نجدها في الدستور والميثاق الوطني (1943) ومبادئ اتفاق الطائف”.
وأضاف، “إنّ المحافظة عليه، وعلى مثاليّته ورسالته في الشرق والعالم تقتضي وعيًا وتربية وولاءً لدى جميع الفئات اللبنانيّة، وبخاصّة الذين يتولّون خدمة الشأن العام. فما شريعة العيش المشترك سوى ممارسة هذه الأخوّة أفقيًّا، والبنوّة لأب واحد عاموديًّا”.
وتابع الراعي، “يجدر التذكير بأنّ لبنان نشأ ليكونَ مثالَ الوطنِ السيّدِ الحرِّ الحياديِّ تجاه محيطِه والعالم، ورمزَ المساواةِ والشراكةِ بين جميعِ مواطنيه على أساسِ الدستورِ والميثاق”
وأردف، “لقد أردنا لبنان دولةً ديمقراطيّةً قويّةً ومنيعة بمؤسّساتِها وشعبها وجيشها وقضائها النزيه وعلاقاتها العربيّةِ والدوليّة السليمة. وكادت أن تَنجحَ هذه التجربةُ لولا تَعدّدُ الولاءاتِ والانقساماتِ التي أدّت إلى تدخّلاتٍ عسكريّةٍ في بلادِنا من كلِّ صَوب”.
وختم الراعي بالقول: “فيما نَجحت الجماعاتُ اللبنانيّةُ، وإن متفرِّقةً، في مقاومةِ المحتلّين ودفعِهم إلى الانسحابِ بين سنوات 1982 و2000 و2005، حريٌّ بنا جميعًا أن نُحافظَ على إنجازاتِ التحريرِ المتلاحقةِ، فلا نَتورّط مجدّدًا في مواقفَ من شأنِها أن تعيدَ لبنان ساحةً عسكريّةً لصالحِ دولٍ أجنبيّة”