كتبت سينتيا عواد في الجمهورية
في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي وإطفاء المولّدات على خلفية نفاد المازوت، أضحَت كل المواد الغذائية المُخزّنة داخل البرّاد والثلّاجة تُشكّل تهديداً كبيراً لصحّة اللبنانيين. فكيف يجب التصرّف للحفاظ على جودة الطعام لأطول فترة زمنية مُمكنة وبعيداً من مخاطر التسمّم الغذائي؟
أوضحت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، لـ»الجمهورية»، أنه «عند انقطاع التيار الكهربائي يمكن الحفاظ على الأكل الموجود في البرّاد لمدّة 4 ساعات، وداخل الثلّاجة لنحو 48 ساعة شرط عدم فتح الباب إطلاقاً لأنّ ذلك يؤدي إلى ارتفاع حرارة البرّاد عن الـ5 درجات مئوية، وبالتالي خفض ساعات التبريد».
وتابعت حديثها قائلة: «كذلك يُنصح بعدم تعبئة البرّاد بكميات مُفرطة من الطعام من أجل السماح للهواء بالتدفق بين الأطعمة والحفاظ على برودته لوقتٍ أطول. فضلاً عن أنّ طريقة تخزين المأكولات داخل البرّاد تؤدي دوراً أساسياً، إذ يجب وضع الفاكهة والخضار في أماكن مُنفصلة عن بعضها، بحيث أنّ بعض أنواع الفاكهة يمكن أن يُسرّع نضوج ثمار أخرى. كما يجب عدم ترك الخضار في الأكياس البلاستيكية من أجل إطالة مدّة صلاحياتها، والحرص على استخدام حافظات الطعام المناسبة والمُحكمة الإغلاق وذات النوعية الجيّدة لإطالة جودة الطعام. أمّا في الثلّاجة، فلا بدّ من تخزين الأطعمة داخل أكياس بلاستيكية وبطريقةٍ مسطّحة وفصلها عن بعضها».
وبما أنّ التيار الكهربائي غير متوافر لأكثر من 4 ساعات، كشفت أبو رجيلي عن «حيلةٍ تحافظ على جودة الطعام لوقتٍ أطول وتمنعه من التعرّض للتلف، تكمن في وضع زجاجات مياه مثلّجة أو مكعّبات الثلج على المواد الغذائية المخزّنة في البرّاد».
– لحماية اللبنة من التلف
وأشارت إلى أنه «ونظراً لِغلاء أسعار المنتجات الغذائية، يميل العديد من الأشخاص إلى تحضير بعض المأكولات في المنزل، مثل اللبنة. وللحفاظ على جودتها، المطلوب تصفيتها جيداً من المياه، ووضعها في وعاء مُحكم الإغلاق في البرّاد، ومن ثمّ تحضيرها على شكل كُريات يتمّ تَنكيهها بالفلفل الأحمر الحار أو بالأعشاب مثل الزعتر والنعناع، ولكن ليس بالثوم. بعدها، تُنقع بالزيت وتُخزّن في الرفّ السُفلي من البرّاد وفي مكان مُظلم لإطالة فترة صلاحيتها».
والحبوب من التسوّس
أمّا لحماية الحبوب والبقوليات من التسوّس، فلقد أوصَت أبو رجيلي بـ»وضعها في وعاء زُجاجي مُحكم الإغلاق وجاف تماماً بما أنّ الرطوبة تُفسد الطعام، وإضافة إليها 5 حبّات من القرنفل أو الفلفل الحار الأحمر المجفف، أو عودين من القرفة، أو الملح. مع الحرص على وضع مُلصق غذائي على كل وعاءٍ لتدوين اسم الطعام وتاريخ شرائه تجنّباً لنسيان المعلومات لاحقاً. كذلك، يُنصح بنقع الحبوب مدة 12 ساعة قبل الطبخ، وإضافة ملعقة واحدة من بيكربونات الصوديوم لكل نصف كيلوغرام أثناء النقع لتخفيف وقت الطبخ».
أصول تخزين بعض المواد
وفي ما يخصّ الحفاظ على جودة المأكولات بِلا برّاد، أفادت خبيرة التغذية أنه «يمكن الحفاظ على الليمون لأسبوعٍ واحد قبل أن يجف. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من تخزينه داخل أوعية زجاجية مُحكمة الإغلاق وتغطيته بالمياه، ما يحافظ على قشرته ويحميه من الجفاف. ومن جهة أخرى، لا بدّ من تقطيع جذور بعض الخضار لإطالة صلاحيتها، كالجزر واللفت، بعدما تبيّن أنها تسحب الرطوبة منها فتُسرّع جفافها وتفقد مذاقها. لذلك يجب عدم غسلها إلّا عند الرغبة في تناولها. وبالنسبة إلى البطاطا، يجب الامتناع عن تخزينها بالقرب من البصل لأنّ النوعين يُطلقان غازات تُسرّع تعرّضهما للتلف. يجب تخزين البطاطا في مكانٍ بارد وجاف، ووضعها في كيس ورقي بُنّي اللون».
نصائح ثمينة أثناء الشراء
بالإضافة إلى هذه الإجراءات، دعَت أبو رجيلي جميع اللبنانيين إلى «الانتباه لأمور أخرى أثناء شراء المأكولات لتفادي التسمّم الغذائي، مثل تجنّب شراء الأطعمة التي تحتوي على صلصات جاهزة كالطاووق بما أنه يصعب رصد ما إذا كان فاسداً، واستبداله بالدجاج الذي يمكن رصد فساده من خلال بعض المعايير التي تشمل لونه المائل إلى الأصفر بدلاً من الزهري، ورائحته القويّة والنتِنة. كذلك، يجب الحذر عند شراء اللحوم الحمراء التي لا يجب أن تكون سوداء اللون. في حين أنّ السمك يجب ألّا يكون مائلاً، والمعلّبات خالية من أي اعوجاج».