احتفلت إدارة مستشفى البترون واللجنة الطبية فيه بإزاحة الستارة عن النصب التذكاري للراحل الدكتور سمير أبي صالح بإزميل النحات رودي رحمه.
أقيم الاحتفال في باحة المستشفى، في حضور ممثل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد محمد فهمي المفتش العام في الوزارة العقيد فادي صليبا، ممثل النائب جبران باسيل المحامي نجم خطار، ممثل النائب السابق بطرس حرب نجله مجد، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، المدير العام لوزارة الأشغال العامة والنقل طانيوس بولس، رئيس أنطش البترون الأب أسعد فضول، مسؤولة فرع الصليب الاحمر في البترون يمنى سلهب، فاعليات وشخصيات ورؤساء روابط وهيئات وجمعيات بالاضافة الى أسرة مستشفى البترون وعائلة أبي صالح وحشد من الاصدقاء.
مخباط
بداية، رحب مدير المستشفى أيوب مخباط بالحضور، وأعرب عن سروره “لاحتضان مستشفى البترون نصب أحد مؤسسيه الدكتور أبي صالح الذي تعب في هذا الصرح الاستشفائي وقدم الخدمات الطبية والعناية والاهتمام بالمرضى، واليوم أسرة المستشفى وزملاؤه يردون له الجميل في هذا الاحتفال بإزاحة الستارة عن نصبه التذكاري كعربون تقدير ووفاء له”.
رستم
ثم كانت كلمة اللجنة الادارية للمستشفى ألقاها رئيسها الدكتور جورج رستم، استذكر فيها “الطبيب البتروني المميز الذي كان الطب عنده رسالة لا تفرق بين غني وفقير، وكان التواضع عنده ميزة في مجالسه مع الكبير والصغير، وكان الحق عنده سلطانا في آرائه مع المجادل والصديق، وكان الإيمان عنده راسخا في عيشه مع القريب والبعيد”.
وأضاف: “لن يرحل الدكتور سمير من ماضينا ومن تاريخ مستشفى البترون، الذي وضع له الحجر الأساس مع الأب يوسف يزبك، ورافق نموه بسيرة طبية وثقافية وانسانية وإجتماعية زاخرة بالعطاء ونادر مثيلها. واليوم، بهذا التكريم، نعيد له القليل القليل من فضله الكبير”.
ونوه بمسيرته المهنية ومساهمته بولادة ونمو وازدهار المستشفى وقال: “نحن رفاقه تكبر قلوبنا ويغمرنا الفخر بالدكتور سمير، الراحل الذي لن يرحل، ونقول له شكرا من الإدارة لدعمك قراراتها المصيرية، ومن الأطباء لمناصرتك قضاياهم المحقة، ومن الممرضات والمستخدمين لمساندتك مطالبهم وحقوقهم” .
وختم رستم: “إن نصبك يزين المستشفى ويحيي لك ذكرا دائما، أنت يا من زينت بحضورك الاجتماعات واللقاءات، وأحييت قلوب من قصدوك للعلاج يا طبيب القلوب”.
طنوس:
وألقى رئيس اللجنة الطبية الدكتور جورج طنوس كلمة قال فيها:
“أربعة أشهر مرت وحضوره يزداد توهجا، فأمثال الدكتور سمير ابي صالح لا تموت ذكراهم عندما يرحلون. هو حاضر في أعمدة مستشفى البترون وهو من أعمدتها، حاضر دائم في وجدان كل طبيب ومريض وكل إنسان عرفه من قريب أو بعيد. هو المتميز في المهنة وفي الرؤية الثاقبة وفي الطموح الدائم الى الأفضل مهما عظمت الصعوبات والتحديات. هو العارف بالطب والإدارة والثقافة والفلسفة، هو المحفز والمبادر الدائم وصاحب الفكر الخلاق”.
وأضاف: “اللجنة الطبية التي بقي رئيسها على مدى عقود في مستشفى البترون تحفظ له من جيل الى جيل أنه استطاع أن يكون فعلا علامة فارقة وشخصية متميزة لن تمحى من القلب ولا من الذاكرة. هو عميدنا وكبيرنا، وسنبقى نستلهم من تاريخه ومهنيته وأفكاره وثقافته ما هو خير لمسيرتنا ورسالتنا في هذا الوطن وهذا المجتمع وهذه المهنة الرسالة. الأثر الطيب هو ما تركه عميدنا وكبيرنا عند كل محطة مر بها في منطقته وخارجها في حياته المهنية والاجتماعية. البترون ومنطقتها حيث علمت بصماته في كل نواحيها، ستبقى تحفظ للدكتور سمير ابي صالح أن عطاءاته لم تقف عند حدود الخدمة الطبية والصحية والاستشفائية والإنسانية والاجتماعية. فالطبيب المتقن لفن القراءة وفن الاستماع وفن الكلام، خلد حضوره أيضا في العمل الفكري والثقافي، فكان المؤسس لرابطة البترون الثقافية”.
وختم: “دكتور سمير أبي صالح كنت الإسم على مسمى، الطبيب الصالح والانسان الصالح وستبقى الصالح لكل زمن. تحية لروحك من اللجنة الطبية في مستشفى البترون”.
كلمة العائلة
ثم ألقى الدكتور برنار أبي صالح كلمة العائلة، فشكر لادارة المستشفى واللجنة الطبية مبادرة تكريم والده، واستذكر مسيرته ونضاله في سبيل تأسيس المستشفى مع الاب يوسف يزبك واندفاعهم في سبيل القضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية وقال: “كم نحن بحاجة في هذا الوقت الصعب إلى رجال لديهم الحكمة الواسعة والارادة لاتخاذ المواقف والقرارات الصعبة التي تخدم هذا البلد الذي ينزف”.
وأعرب عن فخره بمسيرة والده وقال: “كيف بإمكاني أن أكون مثلك؟ طبيبا ناجحا ورجلا مثقفا واجتماعيا؟ وكيف بإمكاني أن أكون أبا مثل أبي؟”. وأردف مخاطبا روح والده بالقول: “خدمت البترون وخصوصا هذا المستشفى واليوم نرد لك الجميل، والجميع يريد أن يخلد ذكراك، رابطة البترون الإنمائية والثقافية التي أسست لرفع راية الثقافة والإنماء، والمستشفى الذي أمضيت عمرك مناضلا في سبيله والموظفون الذين حملت قضاياهم في قلبك”.
وختم شاكرا كل من شارك في التكريم وإزاحة الستارة عن النصب التذكاري “بالرغم من الظروف الصعبة”.
رحمه
بعد ذلك، ألقى النحات والشاعر رودي رحمه قصيدة من وحي المناسبة، جمع فيها بين خصائل الراحل النبيلة ومهنة مداواة الألم، وما قدمه الدكتور أبي صالح لمجتمعه في هذا المجال كما في مجالات أخرى من تضحية ونضال وعطاء، مدبجا ذلك بإتقان في أسلوبه الشعري المعبر والرقيق.
وفي الختام، تسلم أبي صالح ميدالية وزارة الداخلية والبلديات، ثم أزيحت الستارة عن نصبه التذكاري بإزميل النحات رودي رحمه.
المصدر: المركزية