توجه “المجلس الوطني لثورة الأرز- الجبهة اللبنانية”، في بيان أصدره بعد اجتماعه الأسبوعي، الى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي “الذي يحاول جاهدا إعادة الوضع لنصابه السياسي السليم”، رافعين له “جزءا من دراسة ترتكز على:
أولا، وفقا لعلم السياسة، تعني الممارسة السياسية السليمة إدارة موارد البلاد في خدمة الشعب وضمان حياة كريمة له، والمهام الأخرى ومنها الأمنية والإدارية والقضائية والتنظيمية، فهي من أجل ضمان حسن سير إدارة المواد، وهذه الأمور غير متوافرة حاليا مع الفئة التي تتوجهون إليها يا صاحب الغبطة.
ثانيا، يغيب عامل التنافس السياسي السليم بين من يتعاطون السياسة والأحزاب، ومن المفترض وفقا لعلم السياسة أن يقدم السياسي أفضل المنظومات السياسية للشعب عبر برامج سياسية تنموية تؤمن أفضل الخدمات للشعب، والمطلوب يا صاحب الغبطة تكوين فريق عمل عبر مركز الدراسات التابع للبطريركية، مهمته التصدي عمليا للمشاكل الاقتصادية الناشئة من جراء السياسة التي تنتهجها هذه الطبقة السياسية الفاشلة.
ثالثا، إن السياسيين المقصودين بخطبكم ومذكراتكم في غالبيتهم العظمى بعيدون كل البعد عن المفاهيم السياسية العلمية، وهم فعليا يطوعون السياسة في خدمة مصالحهم الشخصية، والمساءلة مفقودة من قبل الصرح، لأنه عمليا غير قادر على ردع هؤلاء، كما أن المحاسبة مفقودة أيضا من الأجهزة الرقابية الرسمية.
رابعا، كل شيء يوحي أن الطبقة السياسية المقصودة في خطبكم ليست في مستوى رجال دولة، وكل هذه الطبقة لا تعمل وفق مفهوم المسؤولية التي تقع على القيمين على الأوضاع العامة، وبالتالي أي خطاب يوجه إلى هؤلاء يفقد مضمونه لأنه فعليا يذهب مع الريح وهو غير منتج.
فيا صاحب الغبطة، حرصا على وطن تنهار مؤسساته تباعا، المطلوب قراءة جديدة للعمل السياسي من شأنها إعادة تصويب البوصلة على قاعدة إعادة إنتاج مجموعة سياسية تعمل ضمن هدف واحد، وهو رد الاعتبار للدولة”.