جاء في “المركزية”:
من يتصفح الصحف اليوم يشتمّ فيها رائحة قوية تفوح من مطابخ فريق 8 آذار لطبخة جار اعدادها بمكونات كثيرة لتطيير الانتخابات النيابية. فبعد ان كثر الحديث عن الدائرة 16 وامكانية اعادة التصويت عليها في مجلس النواب بدفع من التيار الوطني الحر وحزب الله بما يعيد خلط الاوراق على ضفة المواعيد الدستورية للانتخابات ويجعل حصولها في ايار مستحيلا، ها هو هذا التحالف وإعلامه يحاولان اليوم لعب ورقة جديدة عنوانها “تسخيف” الاستحقاق والتخفيف من اهميته وجدواه كونه لن يحدث اي تغيير في موازين القوى النيابية. فما الفائدة من اجرائه؟ بلاها الانتخابات وبلاها تكاليفها والشحن الذي ستحدثه على الساحة المحلية”، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
هذه هي بالعامية الرسالة التي يريد الثنائي الحاكم العهد – حزب الله ارسالها الى اللبنانيين اليوم علّها تفيد في غض النظر عن الانتخابات أٌقلّه راهنا. لكن كيف يعرف هذا الطرف سلفا بنتائج الانتخابات؟ وهل يجوز ان يعمم عبر مَن يدورون في فلكه، بهذه الثقة، بأن لا تغيير مرتجى او يجب انتظاره من هذا الاستحقاق؟ ام ان الهدف من هذه الحملة هو تثبيط عزائم الناخبين علّهم لا يصوّتون في يوم الانتخابات ما يسهّل على هذا الثنائي الفوز مجددا فيما سكوراته الآن لا تبشر بالخير؟!
منذ ايام، اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الحزب أجرى “استطلاعات رأي في الدوائر الـ15 الانتخابية، وبطريقة علمية، فتبين لنا أن نتائج الانتخابات ستكون قريبة من تركيبة المجلس الحالي مع تغييرات طفيفة لا تؤثر على البنية العامة لهذا المجلس (…) هناك بعض الأفراد المستقلين، وبعض الجمعيات المستقلة من المجتمع المدني، وبعض جماعة السفارة الأميركية، سيكون لهم ترشيحات، وبالتالي هؤلاء سيأخذون عدداً قليلاً من الأصوات لا تؤثر على الشكل العام والبنية العامة للمجلس النيابي”.
بدوره، رأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في اكثر من مقابلة وحديث تلفزيوني وصحافي على مدى الاسابيع الماضية ان يجب عدم توقّع تغييرات جذرية ستحملها الانتخابات المقبلة، وأن الترويج لهذا التغيير مبالغ فيه وسيخيّب أصحابه.
انها اذا ورقة قديمة جديدة يحاول 8 آذار لعبها، للاطاحة بالانتخابات، تتابع المصادر، وهي ورقة تركّز على العامل النفسي وعلى تفخيخ أدمغة الرأي العام بمعطياتٍ غير صحيحة يريد هؤلاء اقناعَ الناس بأنها “مسلّمات” محسومة. وهذه العملية تؤكد كم ان اللعبة التي يلعبها فريق 8 آذار خطيرة اذ انه مصرّ بالوسائل كافة، على الاطاحة بالاستحقاق، وعليه يجب على الفريق المعارض ان يُظهر مزيدا من التأهب والاستنفار لمواجهة ما يحاك، كما على المجتمع الدولي ان “يشحذ” عصا عقوباته ويشهره سريعا في وجه المنظومة بعد انذار اخير لها من مغبّة التلاعب بالفرصة الاخيرة للانقاذ، انسجاما مع البيان الصادر عن مجلس الامن الدولي السبت الماضي، تختم المصادر.