“خير الله كتير”، والأمطار تهطل بغزارة فوق رؤوس اللبنانيين بموسمها المعتاد، لكن في عدلية بعبدا وسائر العدليات على الأغلب، تحوّلت خيرات السماء الى نقمة على أرض قصر العدل، التي غمرتها المياه من كل حدب وصوب وشباك وباب وسقف مشلّع، ما دفع بعدد من المساعدين القضائيين الذين يصرّون على أداء واجباتهم، رغم كل الظروف البائسة لمختلف قصور العدل، الى رفع الصوت إستياءً من الحال المزرية التي وصلت اليها العدليات.
بالأمس وصل عدد من المساعدين القضائيين الى مكاتبهم ليجدوها عائمة بالمياه، ما دفع بالبعض منهم الى طرح سؤال مضحك-مبكٍ في آن، على قاعدة أن “شر البليّة ما يضحك: منشطف أو ما منشطف؟
والمقصود بهذه العبارة هو هل عليهم شطف ومسح المياه من أرضية مكاتبهم ليتمكنوا من دخولها وتأمين دواماتهم فيها؟
المساعدون القضائيون ليسوا وحدهم مَن يعاني من ظروف العمل المزرية في قصور عدل لا تشبه القصور في شيء، فرئيسة محكمة الإستئناف، الغرفة الحادية عشر، القاضية غادة أبو كرّوم كتبت قبل يومين على صفحة واتساب خاصة بمجموعة قضاة، وبعد طلب الإذن من المرجع القضائي المختص حرصاً منها على عدم خرق مبدأ موجب التحفظ، ما حرفيته: ” لا يمكن لمفتقد العدالة أن يعطيها للآخرين، ولا يمكن للباحث عن حقه أن يحمي حقوق غيره. صارت ظروف العمل في مبنى عدلية بعبدا تشكل إنتهاكاً يومياً ليس لحقوق القضاة والمساعدين القضائيين فقط، بل لحقوق الإنسان”، لتختم نصها بالقول: ” أجد نفسي مضطرة لإنتظار تأمين الحد الأدنى من الظروف الإنسانية اللازمة قبل عودتي لمتابعة العمل في عدلية بعبدا”.
هي صرخة مدوية برسم ما تبقى من ضمائر لدى المسؤولين، يتعاطف فيها الإعلام مع أهل الحق، هذا الإعلام الذي يتظلّل حق الناس، كل الناس، والدفاع عن مظلوميتهم، فكيف بالحري إذا كانوا حماة العدالة بكل تراتبيتهم…” منشطف أو ما منشطف؟ ….الجواب للفيديو المرفَق مع الخبر
المصدر: لبنان 24