جاء في الديار:
استفز موقف وزير الطاقة وليد فياض فئات شعبية متنوعة في طرابلس والشمال، حين دعا الى رفع تعرفة الكهرباء لتأمين المازوت.
موقف الوزير فياض لا يزال حديث الساعة في المجالس الطرابلسية، حيث باتت الكهرباء الازمة الرئيسية التي يعاني منها ابناء المدينة الغارقة في الظلام، مما افسح المجال لمافيا المولدات ان تلعب عابثة بحياة المواطنين، تتحكم فيهم وتضع التسعيرة الفاحشة، دون الاكتراث بالعائلات المرهقة والمثقلة بالهموم والاعباء.
وما حصل في دار بلدية طرابلس امس الاول من عراك بين اصحاب مولدات الكهرباء والمواطنين الطرابلسيين، ليس الا نتيجة طبيعية لحجم الاحتقان الشعبي الذي بلغ ذروته جراء تحكم اصحاب المولدات بساعات التغذية وبسعر الكيلوواط وفرض الرسوم بالدولار الفريش، بحيث يمتهن هؤلاء اساليب الثراء الفاحش مستغلين غياب رقابة الدولة والظروف القاهرة.
فقد استدعى رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق اصحاب المولدات لمناقشة مسألة التسعيرة، وحضر الاجتماع ممثلين للاهالي، لكن الاجتماع تحوّل الى عراك وشتائم متبادلة، والى هرج ومرج واتهامات لاصحاب المولدات بالطمع والجشع على حساب الفقراء الذين باتوا عاجزين عن انارة منازلهم، بعد ان تجاوزت الفواتير المليوني ليرة واكثر وفرض الدفع بالدولار.
هذه القضية وضعتها هيئات شعبية طرابلسية برسم وزير الطاقة وليد فياض، معتبرين انها تقع على عاتقه ومسؤوليته هو والحكومة مجتمعة..
وقد سارع رئيس «حركة الناصريين العرب» الشيخ عبد الكريم النشار الى عقد لقاء شعبي في مكتبه لمناقشة هذه القضية التي اعتبرها حادة وتتعلق بحياة الناس، فوجه سؤالا للوزير فياض عما اذا كان قد لامس هموم الناس واوجاعهم، مستغربا تحميل المواطن اعباء الكهرباء لتصبح فاتورتها فوق المليونين ليرة وفاتورة الاشتراك توازيها، فكيف يستطيع مواطن محدود الدخل تسديد فاتورة كهرباء ؟ وكيف عندها يستطيع تأمين الطبابة والاستشفاء والدواء، عدا عن قوت عياله اليومي؟ ..
يأسف الشيخ النشار لحكومة تعيش في ابراجها العاجية ولا تلامس هموم الناس، وكأن الوزراء في واد والناس في واد آخر… فالازمات برأيه تتوالى، والاحياء الشعبية الطرابلسية اسطع مثال على ما يعانيه المواطن اللبناني… فمن طرابلس مراكب الهجرة غير الشرعية في قوارب الموت، ومن طرابلس شباب في ريعان الصبا يقعون ضحية التكفير باغراءات مالية يستغلون فقرهم وجوعهم وبطالتهم، وفي طرابلس يعجز المرء عن الاستشفاء وتأمين الدواء، فماذا بقي لطرابلس ولابنائها؟
يدعو الشيخ النشار الى انتفاضة شعبية عارمة تستهدف الذين في سدة المسؤولية من رؤساء ووزراء ونواب لانهم غير مكترثين بقضايا الناس، وانه بدلا من تنظيم تظاهرات فوضية تخرّب وتدمّر وتقطع الطرقات، فلتتوجه التظاهرات الشعبية نحو الهدف المسؤول عن جوعهم وتفقيرهم، ولتطويق الحكومة واجبارها على تصحيح المسارات، بدلا من عقد الصفقات والسرقات التي باتت مكشوفة…
واكد النشار ان المواطن لن يسدد فاتورتي كهرباء، ولتوضع وزارة الطاقة حدا لمافيا المولدات، وليس بقرار يجبر المواطن على دفع خوّة لتأمين كهرباء،فبدلا من ان يدفع المواطن ليدفع النواب رواتبهم لتأمين مازوت وحاجات الكهرباء.