جاء في اللواء
يودع اللبنانيون خلال الساعات المقبلة عام الذل والعتمة والفقر والجوع، بقلوب تعتصر ألماً على الإنهيارات التي يتخبط فيها الوطن، بوجود منظومة سياسية عاجزة وفاشلة، لا تجد حرجاً بإيصال البلاد والعباد إلى قعر جهنم، وهي مستمرة بأساليب المعاندة والمكايدة والمكابرة، ولو أدى ذلك إلى القضاء على ما تبقى من مقومات الحياة في دولة تتهاوى في معارج النهب والإفلاس.
هو قدر اللبنانيين أن يتحملوا مآسي سنوات العهد العجاف، بعدما لفظوا شعار «العهد القوي»، و«الرئيس القوي»، وتبين لهم أن «قوة» هذا العهد بالذات تمثلت في قدرته على تدمير إقتصاد البلد، وعزله عن محيطه العربي، ودفعه إلى دائرة حصار دولية خانقة، والقضاء على الأسس البديهية لحياة طبيعية، يستحقها اللبنانيون بجدارة، حيث أُعيد البلد إلى مرحلة القرون الوسطى، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا دواء ولا إستشفاء، فضلاً عن عدم تمكن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين من الحصول على حاجياتهم الغذائية اليومية، بسبب لعلعة الدولار المتصاعدة، وجنون الأسعار المتفلتة من قيود الرقابة الرسمية الفاعلة والرادعة.
خمس سنوات مضت من ولاية هذا العهد، كانت كل سنة منها تلعن أختها، وتضاعف حجم الأزمات والمحن، في ظل عجز متزايد من الحكم في الحد من التدهور، والإسراع في وضع خطط الإنقاذ والإصلاح التي كانت تطالب بها الدول المانحة، الأمر الذي أوصل الأوضاع في السنة الخامسة إلى مستوى غير مسبوق من الإنهيارات التي طالت كل مناحي الحياة، وأضحت الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تعيش تحت خط الفقر.
كنا نتمنى الحديث عن العام المقبل بشيء من التفاؤل، ولكن المسار الانحداري لسنوات العهد لم يترك مجالاً لحلم التفاؤل، خاصة وأن السنة الأخيرة للعهود الرئاسية في لبنان تتسم بكثير من التراخي والأزمات، فكيف إذا كان العهد الحالي لم يترك العهود السابقة تعتب عليه بما وصل إليه البلد من كوارث وإنهيارات!