شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، على أن “المقاومة التي هزمت الاحتلال الاسرائيلي العام 2000، وأفشلت أبشع عدوان تعرض له لبنان في 2006، وثبتت معادلة الردع مع العدو، وجعلت لبنان قويا امام اسرائيل وصنعت انتصارات لكل الامة، ما كانت لتحقق ذلك لولا اعتمادها على الله، واستنادها الى ثقافة القرآن، ولولا ايمان مجاهديها وصدقهم واخلاصم، هم الذين تربوا على قيم القرآن ومفاهيمه واخلاقه وما حمله للانسان من مسؤوليات وواجبات وتكاليف”.
واعتبر خلال رعايته احتفال “جائزة الشهيد السيد عباس الموسوي لحفظة القرآن الكريم الجامعيين” ان “المقاومة التي واجهت العدو وحمت لبنان وأفشلت حروبه واعتداءاته العسكرية، تقف في الخط الأمامي لمواجهة وإفشال حرب من نوع آخر، هي الحرب الاقتصادية والازمة والمالية والمعيشية التي يعمل الاميركي على استغلالها واستمرارها من اجل الضغط على اللبنانيين وفرض املاءاته عليهم وتحقيق مكاسب سياسية”.
وقال: “حزب الله ومنذ بداية الأزمة لم يقف موقف المتفرج على اوجاع اللبنانيين ومعاناتهم، وانما سارع الى التصدي لها من خلال العديد من الخطوات والتقديمات الاجتماعية والتموينية والصحية والتربوية، وبادر بقرار جريء وشجاع الى استقدام المازوت من ايران للاستخدامات العامة وللتدفئة، وقدم هذه المادة لكل الراغبين من الشعب اللبناني في كل المناطق، وكان همه الاساسي ولا يزال خدمة الناس والتخفيف من معاناتهم”.
ورأى ان “هناك خطوات حكومية وقضائية يجب المبادرة اليها والاسراع بها بهدف التخفيف من اعباء الازمة وضغوطها ووضع حد للانهيار الحاصل في البلد، وفي مقدمها، الاسراع في تنفيذ البطاقة التمويلية، ورفع رواتب موظفي القطاع العام او على الاقل تقديم معونات لهم، ووقف التلاعب بالدولار الذي بات اداة يوظفها الاعداء للضغط على اللبنانيين وخياراتهم السياسية، وضرورة وضع القضاء يده على هذا الملف لمعاقبة المتلاعبين بسعر الصرف، والتشدد في ضبط أسعار السلع في السوق بما يمنع الغلاء الفاحش والاحتكار والجشع لدى بعض التجار”.
وأضاف, “ان هذه خطوات ضرورية للتخفيف من الازمة، ولكن هناك خطوات اساسية للخروج من حالة الانهيار لا بد من القيام بها، واولها الاعتماد على الذات، والعمل على وضع خطط للانقاذ المالي والاقتصادي، واصلاح النظام القضائي، وعدم الرهان على الادراة الاميركية والخارج والسفارات، فاميركا لا تريد المساعدة على الحل، وتعمل على تعميق الازمة، وتأجيل الحلول، واعلان وزير الطاقة المصرية عدم حصول القاهرة على موافقة اميركية لايصال الغاز والكهرباء الى لبنان، يكشف زيف الادعاءات الاميركية بمساعدة لبنان على حل مشكلة الكهرباء، ويعني ايضا ان اميركا تعرقل وتماطل وتزيد من اوجاع اللبنانيين، لتوظيف ذلك سياسيا وانتخابيا”.
وتابع, “واذا كان الهدف من استمرار الضغط على لبنان هو اختراق بيئة المقاومة والتأثير في خياراتها السياسية في الانتخابات النيابية، فهذا يعني ان علينا ان نحذر وننتبه من ألاعيب العدو ومخططاته ونتسلح بالوعي كما كنا دائما، ونحن على ثقة بان اهلنا لا تنطلي عليهم مخططات العدو واهدافه، واذا كان الهدف هو التأثير على حلفائنا فهذا يعني ان على حلفائنا الوقوف جنبا الى جنب ومواجهة الاستحقاق كصف واحد بعيدا عن الخلافات والتباينات القائمة”.
وختم دعموش، بالقول: “علمتنا الأحداث والتجارب على مدى كل العقود الماضية ان الحملات والضغوط والحروب التي استهدفت المقاومة ومجتمعها فشلت، والمحاولات الجديدة ستفشل باذن الله ايضا، لكن نحتاج الى المزيد من الوعي والصبر والثبات والتماسك كي نستطيع افشال الاعداء واسقاط اهدافهم”.