جاء في “المركزية”:
في موازاة تكبيله مجلس الوزراء وأخذه الحكومة رهينة الى حين يتم التخلص من المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، تحرك الثنائي الشيعي على نطاق ثان ايضا لاضعاف التحقيقات ومحاولة تشويه صورة المحقق امام الرأي العام المحلي والدولي.
فوفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، حزب الله وحركة أمل شغلا منذ أشهر محركاتهما على خط اقناع الاهالي بأن التحقيقات مسيسة واستنسابية، كون تأليب ذوي الضحايا على البيطار “الذي لا يريد كشف الحقيقة بل ينفذ أجندة خارجية وتُحرّكه السفارات”، سيعرّي المحقق العدلي من الغطاء الشعبي الثمين الذي يحظى به.
حاول الفريقان بـ”الحُسنى” فلم تنفع، فانتقلا في تشرين الاول الماضي الى الضغط والتهديد، وكانت النتيجة انتقال الناطق باسم لجنة الاهالي حينها ابراهيم حطيط، الذي سبق ان وجه سهاما مباشرة الى الثنائي ومسؤوليه محملا اياهم سلفا مسؤولية اي اذى قد يصيبهم – الى ضفة المطالبين بتنحية المحقق العدلي، بعدما دخلت التهديدات عقر داره.
لم يتوقف الحزب والحركة هنا، تتابع المصادر، بل واصلا ترويعهما، حتى تمكنا من شق صف الاهالي، فباتوا فريقين: الاول مع البيطار ويضم معظم الاهالي من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق، والثاني الذي يغلب عليه بوضوح اللون “الشيعي”.
امس، تقدم والد أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت يوسف المولى، بواسطة وكيله المحامي سلمان بركات، بدعوى طلب رد المحقق العدلي، أمام محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندة كفوري، وذلك على خلفية “التسبب بتأخير التحقيق للإستنسابية التي يتبعها القاضي البيطار من خلال استدعاء البعض، وغض النظر عن البعض الاخر مما يعوق التحقيق العدلي”.
وقد أتت هذه الخطوة بعد ان كان حطيط اعلن في بيان تلاه باسم “أهالي شهداء وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت”، في تشرين الثاني الماضي ان المحقق العدلي “إذا استمر بالمماطلة، فإننا نتّجه إلى تحريك دعاوى لتنحيته ضمن الأطر الرسمية”.
هذا المشهد، وفق المصادر، مثير للأسف، اذ ان الاهالي الموجوعين اصلا من جراء فقدانهم ابناءهم واشقاءهم وذويهم، مضطرين اليوم ان يعضوا على الجرح ويقدموا تضحية اضافية، تُوازي الاولى صعوبة وثقلا، فيعرقلون مسارَ العدالة بينما يدركون جيدا في قرارة انفسهم، ان هذا المسار لا هو مسيس ولا استنسابي، وهم يقومون بذلك مرغمين، لحماية انفسهم واقاربهم من اي أذى قد يتعرضون له، ومن أي نبذ وتضييق سيكونون عرضة لهما في البيئة التي يعيشون فيها والتي يمسك بها حزب الله او حركة امل، بيد من حديد.
لكن الاكيد، تختم المصادر، ان قلوبهم مع الاهالي الذين لم تتمكن منهم حملات التخوين والتهديد، وهؤلاء، ومعهم الشعب اللبناني، لن يستسلموا قبل كشف الحقيقة كاملة.