اكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أنّ “ما حصل في الآونة الأخيرة في بلدنا الحبيب لا يدل على أي نوع من أنواع المحبة، ولا عمّن يصون هذه المحبة التي عرف بها لبنان منذ نشأته، تجاه جميع أبناء العالم، القريبين منهم والبعيدين، يحترمهم ويحترمونه”.
وتساءل، “فهل يعقل في بلد المحبة الذي وطئت أرضه قدماً للمسيح أن تعلّق لافتات مسيئة للبشر كائناً من كانوا؟ وأن يطلق للألسنة العنان؟ هل يعقل أن تحاك على أرضه سيناريوهات حاقدة لا يجني منها لبنان سوى الخراب والأزمات، الواحدة تلو الأخرى؟ هل يعقل لوطن غسان تويني وفؤاد بطرس وشارل مالك وفيليب تقلا وشارل حلو وجان عبيد، وغيرهم من رجالات المدرسة الدبلوماسية اللبنانية العريقة، أن يمسي وطناً معزولاً عربياً ودولياً بسبب تصريحات وأفعال لا تعرف المحبة ولا تضع المصلحة الوطنية أولوية؟”.
وأضاف في عظة الأحد: “إن الكلام مسؤولية، ومن واجب الانسان، لا سيما المسؤول، أن يزن كلامه احتراماً لنفسه ولكرامته وكرامة وطنه. ألا تكفينا المشاكل والأزمات؟ وهل نحن بحاجة إلى المزيد؟ إنّ لبناننا العزيز ينازع على أيدي هواة وقد يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولم نشهد أي معالجة جدية”.
وتابع: “لقد طالت فترة الإذلال، ولم يعد المواطن قادراً على التحمل وعوض ان يتكاتف الوزراء ويتآزروا في عملهم من أجل وقف التدهور وبدء التقدم، نرى تعطيلاً وشللاً بسبب تباين المواقف. يحدّثوننا عن العزة والكرامة وحرية التعبير. أي كرامة لبلد ضعيف، مفلس، منهار، معزول، محكوم إلا بسلطة القانون؟ أين حرية التعبير والأفواه تكمّ بالإكراه؟”.
وقال عودة: “في الأزمات، على مجلس الوزراء أن يكون في انعقاد دائم، أما عندنا فيتمّ تعطيله ووقف عمله بسبب صراعات مدمّرة، عوض التضحية من أجل لبنان كي يبقى. ما جدوى المراكز امام مصير البلد؟ وما أهمية المقاعد الوزارية أمام وجع الناس؟ أحبّوا شعبكم بقدر محبّتكم لأنفسكم، وارأفوا به رأفة بأنفسكم”.