زيارة نتنياهو إلى شيخ العقل في فلسطين تُغضب جنبلاط… رسائل عتب وأكثر

لا زال موضوع دروز فلسطين وموقفهم من إسرائيل جدلياً إلى حدّ بعيد، وقد عادت المسألة إلى الواجهة من جديد إثر الرسائل المتبادلة بين زعامة الدروز السياسية في لبنان وليد جنبلاط وزعامة الدروز الروحية في فلسطين شيخ العقل موفّق طريف، والتي بدا فيها اختلاف في وجهات النظر بين الطرفين لجهة استقبال طريف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتطوّع دروز فلسطين في الجيش الإسرائيليّ.

الحكاية بدأت مع رسالة وجّهها جنبلاط إلى طريف، مستنكراً استقبال نتنياهو “في ظل العدوان القائم على الشعبين الفلسطيني واللبناني”، معتبراً أنّه “كان من الأفضل ألّا تتمّ إقامة ولائم الغداء له، التي تستبيح بالشكل والمضمون مشاعر وكرامات الفلسطينيين القابعين تحت القصف والحصار والجوع”، مطالباً إياه بإدانة “العدوان على الشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء والأسرى”.

وسأل جنبلاط طريف: “من باب الحرص أيضاً، لماذا هذا الخوف أو التردّد في اتخاذ موقف مناهض لما تقوم به حكومة نتنياهو، وأنت الرئيس الروحي لطائفة عريقة مرموقة عربية إسلامية، واجهت الكثير ولها موقعها الذي يهابه الجميع؟”

الرد لم يتأخر من طريف وجاء في رسالة جوابية، الذي قال إنّ الدروز هم “مواطنون في دولة ديموقراطيّة، حالهم كحال سائر المواطنين العرب في إسرائيل، وموقفنا في هذا الشّأن موقفٌ واضح وشريف، نأمل أن تحترمه كما نحترمُ مواقفكم، حتّى عندما نراها تتقلّب وتتغيّر تجاه قضايا لبنان ومركّبات لبنان، إذ اعتدنا دائماً أن نحترم خصوصيّاتكم دون تدخّل منّا”.

وأضاف في رسالته إلى جنبلاط: “بعد أن تتيسّر الحال أمامكم بحلّ المشاكل الدّاخليّة في لبنان – باعتبارك أحد زعمائها وقادتها البارزين – سنتحدّث حول طرق مساعدتنا للأخوة الفلسطينيّين، من أجل نيل حقوقهم وبناء دولتهم وإحلال السّلام العادل في المنطقة بأسرها، علماً أنّكم تعلمون عُمق التواصل والتّعاون والعلاقات الّتي تربطنا مع المجتمع الفلسطينيّ، قيادةً شرعيّةً وشعبًا”.

وشدّد على أنّ “الدروز في هذه البلاد، يعيشون بحريّة واحترام، ولا يخافون ولا يهابون أيّ أنسان كان، ولا يتردّدون في اتّخاذ أيّ موقف لمصلحة الطّائفة. مواقفنا ومبادؤنا الشّريفة والواضحة معروفة للقريب والبعيد، ولن نرضى أن يزايد عليها أحد”.

أمّا في ما يتعلّق بزيارة نتنياهو، قال طريف: “في أعرافنا وكما اعتدنا، فإنّنا نستقبلُ ونحترمُ من يزورنا من أجل مصلحة الطّائفة وحقوقها بغضّ النّظر عن شخصه، فلا نبدّل في عاداتنا الّتي هي أمانةٌ يجب أن نحافظ عليها دائماً”.

لكنّ جواب جنبلاط حضر أيضاً، واعتبر أنّه “من المفيد لفت النظر إلى أنّ ما يجري في فلسطين من عدوان تنفّذه حكومة نتنياهو، إنّما هو عدوان ضدّ الإنسانية جمعاء، وهو ما يطال وجدان وضمير كلّ إنسان، وكلّ العرب والمسلمين، ونحن وأنتم منهم، ولذا وجب أن يكون الموقف واضحاً ضدّ هذا العدوان الذي يطالنا جميعاً، أمّا الاستقبال الذي حصل فقد أضرّ بالموحّدين جميعهم في فلسطين كما في لبنان وسائر الدول”.

وأضاف: “أمّا في ما يختصّ بعادة استقبال الزائر، فإنّ الشجاعة هي أيضاً من شيم أبناء الطائفة، والتي نعهدها بكم، تقتضي عدم استقبال نتنياهو في ظلّ كلّ ارتكاباته، واتخاذ الموقف الصريح ضدّ ما يقوم به”.

وختم جنبلاط مشدّداً على “ضرورة التنسيق بما يعود بالنفع على كلّ أبناء الطائفة ولا يضرّ بأيّ مجموعة منهم في مناطق تواجدهم، وأن يخدم تثبيت وترسيخ انتمائنا جميعا للهوية العربية الإسلامية”.

إلّا أنّ جنبلاط لم يكتف بالردّ على طريف، بل أراد التأكيد أنّ موقف شيخ العقل في فلسطين لا يُمثّل كافّة الدروز، ولهذا السبب، تواصل مع رئيس الحركة التقدمية للتواصل في فلسطين سعيد نفّاع، مشيداً بموقفه لجهة “حسم الانتماء العربي للدروز في فلسطين، ولجهة الموقف الواضح ضدّ العدوان الإسرائيلي على غزة وسائر الشعب الفلسطيني، وهو الموقف الذي يعبّر عن حقيقة وجوهر الموحدين الدروز”.

وشدّد على أنّ هذا الموقف “يجب أن تتمّ ملاقاته من كلّ شرائح المجتمع التوحيديّ في فلسطين، ومن كلّ عرب الـ48 والشعب الفلسطينيّ، ومن الجهات الروحية والسياسية، لتوحيد الموقف وترسيخ الهوية العربية الإسلامية للطائفة في كلّ مكان”.

النهار

شاهد أيضاً

روسيا.. إسقاط 23 مسيرة أوكرانية فوق 3 مقاطعات

أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت وأسقطت 23 طائرة أوكرانية …