تجدّدت المواجهات بين عناصر من الشرطة الإسرائيلية، ومتظاهرين من “الحريديم”، خرجوا في مظاهرة احتجاجية، أمس الأحد، رفضاً لقانون التجنيد في الجيش الإسرائيلي.
وأفادت “القناة 12” الإسرائيلية، بأنّ المئات من “الحريديم” أغلقوا الطريق السريع في مدينة القدس المحتلة، رفضاً لقانون التجنيد، وسط اشتباكات مع عناصر الشرطة الإسرائيلية.
وهتف متظاهرو “الحريديم” بـ “نموت ولا نتجنّد”، كما أكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ منطقة الاحتجاج شهدت توتراً كبيراً بين قوات الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين.
وحاولت الشرطة إخلاء المنطقة من المحتجين بالقوةّ وفتح الطريق، حيث أظهرت عدّة مقاطع مصوّرة، مشاهد عراكٍ بين الطرفين.
"نموت ولا نتجنّد"… توتر كبير بين الشرطة الإسرائيلية و"الحريديم"! pic.twitter.com/yoMbthQbRJ
— Macario21 (@Macario218) March 4, 2024
ويذكر، أنه اعتباراً من 1 نيسان المُقبل، لن يكون هناك أساس قانوني لتجنّب تجنيد اليهود “الحريديم” في “الجيش الإسرائيلي، إذ إنّ صلاحية التعليمات لتجنّب تجنيدهم، تنتهي في 31 آذار الحالي.
وبالتزامن مع خطة الجيش الإسرائيلي التي تهدف إلى زيادة مدة خدمة المجنّدين وجنود الاحتياط في صفوفه في ظل استمرار الحرب في غزّة، قال مشرّعون إسرائيليون إنّ “العبء المتزايد على الخدمة العسكرية يجب أن يقع على عاتق المجتمع الحريدي بدلاً من إضافته إلى أولئك الذين يخدمون بالفعل”.
ومؤخراً، تصاعدت المطالبات في إسرائيل، بتجنيد اليهود المتدينين للخدمة العسكرية، التي يتم إعفاؤهم منها.
وتستند هذه المطالبات إلى حاجة الجيش الكبيرة في الوقت الحالي للتجنيد، بسبب مقتل أكثر من 582 جندياً وضابطاً منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إلى جانب إصابة نحو 10 آلاف بجراح متفاوتة، بحسب الإحصاءات الرسمية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأسبوع الماضي، عن وجود مقترح جديد لمشروع قانون ينهي الإعفاء الشامل الممنوح لليهود الحريديم.
وعلق رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو على هذه الأزمة قائلًا: “سنجد سبيلًا إلى إنهاء إعفاء اليهود المتدينين من أداء الخدمة العسكرية”.
وأضاف نتانياهو: “سنحدد أهدافاً لتجنيد اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي وفي الخدمات المدنية الوطنية، سنحدد أيضاً وسائل لتنفيذ هذه الأهداف”.
وفشل الكنيست الإسرائيلي في التوصل إلى ترتيب جديد، وينتهي في مارس (آذار) الجاري، سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين.
وساعدت الأحزاب المتشددة مع الأحزاب المنتمية إلى اليمين المتطرف نتانياهو في الفوز بأغلبية برلمانية طفيفة، لكن هذه الأحزاب جعلت في الحكومات السابقة الإعفاء من التجنيد شرطاً للبقاء في الائتلاف.
وقالت حركة تحمل اسم “من أجل جودة الحكم في إسرائيل”، وهي إحدى الجماعات التي تقدمت بطعن في المحكمة العليا ضد الإعفاءات: “الحرب الطويلة في غزة تلفت انتباهنا إلى الحاجة الماسة لتوسيع نطاق التجنيد ليشمل جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي”.
هم اليهود الأرثوذكس المتشددون، وهو تيار ديني متشدد، وتعني كلمة “الحريدي” التقي، ويشكلون 13% من سكان إسرائيل، وتتزايد أعدادهم بشكل أسرع حيث ترتفع معدلات المواليد بينهم، ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19% بحلول عام 2035، يعيش الغالبية منهم في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية، والبعض منهم في الدول الأوروبية.
وظهرت طائفة الحريديم، وتعني “الخائفين من الله”، حيث عكفوا على دراسة التوراة ، ومع زيادة التحولات الثقافية في أوروبا، وتسرُّب اليهود من الانكفاء إلى الانصهار في المجتمع واعتناق بعضهم المسيحية، وبحسب الموقف من الصهيونية والعالم الحديث تأسست داخل طائفة الحريديم عدة طوائف، منها حركة “الحسيديم”، التي بدأت في بداية القرن التاسع عشر بوصفها حركة تصوُّف روحانية اجتذبت آلاف الأتباع في أوساط الجاليات اليهودية الكبرى بأوروبا الشرقية، وبالتحديد بولندا وروسيا البيضاء وأوكرانيا ورومانيا.
وشهدت العلاقة بين الحريديم والصهيونية تقلبات، حيث كانت معظمها متشددة. لكن في السبعينيات، وقع تطور ملفت مع توقيع حاخام “إسحق مئير ليفين” على وثيقة “تأسيس إسرائيل”.