دعت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الحكومة الإسرائيلية، الأحد 3 مارس/آذار 2024، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والضغط على إسرائيل بالقوة لزيادة تدفق المساعدات؛ لتخفيف ما وصفتها بأنها ظروف “غير آدمية” و”كارثة إنسانية” بين الشعب الفلسطيني.
تعليقات هاريس من بين أكثر التعليقات حدةً حتى الآن على لسان كبار القادة في الحكومة الأمريكية ممن دعوا إسرائيل إلى تخفيف الأوضاع في غزة.
“لا أعذار”
في كلمة خلال زيارة لمدينة سيلما بولاية ألاباما حثت هاريس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على قبول اتفاق للإفراج عن الرهائن من شأنه تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع والسماح بتدفق مزيد من المساعدات.
وقالت هاريس: “يتضور الناس جوعاً في غزة. الظروف غير آدمية وإنسانيتنا المشتركة تلزمنا بالتحرك”. وأضافت: “لا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار”.
الاحتلال استهدف آلاف المدنيين النازحين في مدينة رفح جنوب غزة/رويترز
الاحتلال استهدف آلاف المدنيين النازحين في مدينة رفح جنوب غزة/رويترز
وذكرت صحيفة إسرائيلية أن إسرائيل قاطعت محادثات وقف إطلاق النار في غزة اليوم الأحد، بعد رفض حماس مطلبها بإرسال قائمة كاملة تحوي أسماء الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة.
وذكرت هاريس “حماس تقول إنها تريد وقف إطلاق النار. حسناً، ثمة اتفاق على الطاولة. ومثلما قلنا، حماس بحاجة إلى الموافقة على ذلك الاتفاق”. وتابعت “فلنطبق وقف إطلاق النار. فلنعد الرهائن إلى أسرهم. ولنقدم الغوث الفوري إلى شعب غزة”.
مجازر جديدة للاحتلال
تصريحات هاريس، تأتي في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، أن إسرائيل قصفت فلسطينيين، بينما كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية بالقرب من منطقة دوار الكويت جنوبي مدينة غزة، مما خلَّف عشرات القتلى والجرحى، بعد 3 أيام من مقتل 118 في “مجزرة” مماثلة قرب دوار النابلسي (جنوب).
المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، قال في بيان: “قوات الاحتلال ترتكب مجزرة مروعة عند دوار الكويت في غزة، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى”.
القدرة شدد على أن “قوات الاحتلال الإسرائيلية تنفذ جرائم إبادة جماعية ممنهجة تستهدف مئات الآلاف من البطون الجائعة شمالي غزة”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، على شفا المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
وصباح 29 فبراير/شباط الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاه فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات، عادة ما تتضمن طحيناً (قمح)، في منطقة “دوار النابلسي” جنوب مدينة غزة؛ مما أدى إلى مقتل 118، بحسب الوزارة.
وأثارت هذه المجزرة ردود أفعال غاضبة ومنددة عربياً وإقليمياً ودولياً، في وقت تواصل فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي شن حرب مدمرة على غزة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني.وخلَّفت الحرب على غزة أكثر من 30 ألف قتيل، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ مما استدعى مثلول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.
عربي بوست