Macario 21 News
مقالات مشابهة
العلاقة بين الدماغ والنسيان تتمثل في عمليات معقدة تحدث داخل الدماغ وتؤثر على قدرة الفرد على تخزين واسترجاع المعلومات. يتضمن هذا العمل النسيان الناتج عن تغييرات في الشبكات العصبية داخل الدماغ، والتي تعتبر جزءاً أساسياً من عملية تكوين واسترجاع الذاكرة.
تشير الأبحاث إلى أن النسيان ليس بالضرورة علامة على ضعف في الذاكرة، بل يمكن أن يكون آلية تكيفية للدماغ تسمح بتحسين الأداء الذهني. فمثلاً، قد يحدث النسيان الاستراتيجي عندما يقوم الدماغ بتحديث معلوماته ويقوم بإزالة المعلومات الغير ضرورية أو القديمة لجعل مساحة أكبر متاحة لتخزين المعلومات الجديدة.
علاوة على ذلك، يظهر النسيان المنتظم والاستعادة الناجحة للمعلومات في الوقت المناسب، بما في ذلك عندما يتعلم الفرد معلومات جديدة أو يقوم بمهام عقلية معقدة.
في هذا الاطار، توجد العديد من الطرق المدعومة علمياً لتحسين الذاكرة، حيث يمكن تعلم عدة أمور متتالية من خلال اتخاذ خطوات بسيطة لترسيخ الذكريات وإعادة ترسيخها. على سبيل المثال، يمكن أن تكون ممارسة الرياضة قبل تعلم شيء جديد طريقة لتحسين الذاكرة، بالإضافة إلى أهمية النوم في الاحتفاظ بالذاكرة على المدى الطويل.
دراسة نشرت في دورية Cell Reports أشارت إلى أن النسيان قد يكون عملية نشطة تعدل وظيفة آثار ذاكرة محددة من أجل تعزيز السلوك التكيفي، أو بمعنى آخر، قد يتم تحديث الذاكرة من قبل العقل بحيث يقرر النسيان جزءاً أو كل ما تعلمه سابقاً لكي يتعلم المزيد.
الذكريات “المنسية” لا تزال موجودة ولكن يتم “تخفيض رتبتها” إلى حالة خاملة بدلاً من محوها، مما يجعل التعرف دائماً أسهل من التذكر. بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة التعرض لما تعلمه المرة السابقة لفترة وجيزة قبل المضي قدماً في التعلم يساعد على تعزيز الاحتفاظ بالذاكرة على المدى الطويل.
في دراسة سابقة نُشرت في دورية Psychology، وجد الباحثون أن “الممارسة الموزعة” هي وسيلة فعالة للتعلم، حيث يزيد كل محاولة لاسترجاع الذاكرة نجاح الاسترجاع في المرات اللاحقة.
ولمواصلة التعلم والتكيف، يحتاج العقل، إن لم يكن لينسى، إلى تحويل بعض الذكريات إلى حالة سبات، أي أن التعلم لا يمكن أن يتم بشكل فردي.
ولا يمكن للشخص أن يتعلم شيئاً اليوم ويفترض أنه سيحتفظ به إلى الأبد. حيث سيحتاج إلى مراجعة لفترة وجيزة لإعادة تنشيط الذكريات القديمة بشكل دوري.
