تغير أسعار النفط يعد من القضايا المحورية التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، وذلك لأن النفط يلعب دورًا أساسيًا في العديد من الصناعات وفي الحياة اليومية. هناك عدة عوامل تؤثر على أسعار النفط، منها الأوضاع الجيوسياسية، إذ إن التوترات السياسية والصراعات في الدول المنتجة للنفط يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات، مما يؤثر على الأسعار. على سبيل المثال، الحروب أو الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تسبب قلقًا بشأن استقرار الإمدادات.
كما أن التغيرات في العرض والطلب النفط تتبع سلعة قوانين العرض والطلب. عندما يزداد الطلب على النفط (مثلما يحدث في فصول الشتاء في الدول الباردة)، ترتفع الأسعار. وبالمثل، عندما يزيد العرض (مثلاً بسبب زيادة الإنتاج) ويبقى الطلب ثابتًا أو ينخفض، تميل الأسعار إلى الانخفاض.
بالإضافة إلى ذلك، السياسات التنظيمية للدول المنتجة للنفط قرارات التنظيم والسياسة من قبل الدول المنتجة للنفط، مثل دول أوبك (منظمة الدول المصدرة للبترول)، سجلت أسعار النفط مكاسب أسبوعية، برغم التراجع الطفيف عند التسوية يوم الجمعة، بعدما عوض التوتر في الشرق الأوسط وتعطل الإنتاج في بعض المواقع أثر المخاوف إزاء الاقتصادين الصيني والعالمي.
استقرت أسعار النفط، الأربعاء، مع تداول خام برنت بالقرب من 80 دولارا للبرميل بعدما طغت المخاوف بشأن التوترات الجيوسياسية والأنباء عن حزمة تحفيز اقتصادي صينية على توقعات ارتفاع الدولار وانخفاض الطلب.
وانخفض عقد أقرب استحقاق لشهر مارس لخام برنت بمقدار أربعة سنتات ليصل إلى 79.51 دولار للبرميل بحلول الساعة 1109 بتوقيت غرينتش كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربعة سنتات أيضا ليصل إلى 74.41 دولار للبرميل.
وقال رئيس بنك الشعب الصيني بان قونغ شينغ، الأربعاء، إنه سيصدر قرارا بخفض الحد الأدنى للاحتياطيات النقدية في البنوك اعتبارا من الخامس من فبراير، وهو أول خفض من نوعه هذا العام مع تعزيز صناع السياسات جهودهم لدعم التعافي الاقتصادي الهش.
وذكرت مصادر في السوق نقلا عن بيانات معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء أن مخزونات الخام الأميركية تراجعت بمقدار 6.67 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 يناير لكن مخزونات البنزين زادت بمقدار 7.2 مليون برميل مما أثار مخاوف بشأن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وستصدر إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، البيانات في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وأثر ارتفاع الدولار على أسعار النفط مع تراجع الطلب من المشترين بعملات أخرى حيث يتعين عليهم دفع المزيد مقابل النفط المقوم بالدولار. ويحوم مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات منافسة كبرى، قرب أعلى مستوى في ستة أسابيع اليوم الأربعاء مع تعزيز المستثمرين توقعاتهم بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لن يتعجل في خفض أسعار الفائدة في ظل قوة الاقتصاد الأميركي.
وقال فيكاس دويفيدي الخبير المختص في الطاقة العالمية في ماكواري في مذكرة “لولا التوتر الجيوسياسي الحالي، لانخفضت أسعار النفط بشكل كبير. بمرور الوقت، نتوقع أن تنفصل مخاطر الإمداد عن مخاطر الصراع، على غرار الوضع بين روسيا وأوكرانيا”.
وأضاف “إذا لم يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، نتوقع أن يبقى سعر النفط الخام ضمن النطاق الحالي خلال الربع الأول من عام 2024 ولا نتوقع أي انخفاض في الإمدادات”.
وشن تحالف مكون من 24 دولة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جديدة على مقاتلي الحوثي في اليمن أمس الثلاثاء. وقالت بريطانيا في بيان مشترك إن الضربات تهدف إلى وقف هجمات الحوثيين على التجارة العالمية.
وقالت الولايات المتحدة إن الحوثيين المتحالفين مع إيران شنوا 26 هجوما منذ أواخر نوفمبر على سفن تجارية في البحر الأحمر الذي كان يمر منه حوالي 12 بالمئة من تجارة النفط العالمية قبل تلك الهجمات.
ونفذت الولايات المتحدة ضربات ضد جماعات مسلحة مدعومة من إيران في العراق أمس الثلاثاء في أعقاب هجوم على قاعدة جوية عراقية أدى إلى إصابة جنود أميركيين.
وفيما يتعلق بالإمدادات، تمت إعادة تشغيل حقل الشرارة النفطي في ليبيا الذي ينتج 300 ألف برميل يوميا في 21 يناير بعد توقف بسبب احتجاجات منذ بداية يناير.
وقالت هيئة معنية بخطوط الأنابيب في ولاية نورث داكوتا، ثالث أكبر ولاية منتجة للنفط في الولايات المتحدة، إن الولاية استأنفت إنتاج بعض كميات النفط بعد انقطاع بسبب الطقس.
لكن الإنتاج ما زال منخفضا بمقدار 300 ألف برميل يوميا. وفي منتصف يناير، تراجع الإنتاج بمقدار 425 ألف برميل يوميا بسبب البرد القارس.