نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مقالا عن احتمالات انتصار جيش الاحتلال في الحرب على غزة، مشيرة إلى أن الفكرة العامة في إسرائيل هي أن الجيش قوي وقادر على مواجهة أي تهديد، “على الرغم من أن المرة الأخيرة التي أحرز فيها انتصارا عسكريا كانت عام 1967”.
وسأل المقال “هل فكرنا في احتمال أن جيشنا غير قادر على الانتصار اليوم؟”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد مرور أكثر من شهرين على الحرب على غزة، tلا تزال النهاية بعيدة عن الأفق، مضيفة أن “إسرائيل اعتقدت بأنها أقنعت العالم بأهمية هذه الحرب لكن يبدو ان الأمل يتلاشى بإمكانية إحراز انتصار ما”.
وأوضحت الصحيفة أنه “تتم محاولة إقناع الشعب الإسرائيلي بانتصارات هنا وهناك. نشرات الأخبار باتت عبارة عن تهليل وتمجيد لإنجازات الجيش. لكن يبدو أن ما يقال للمواطن الإسرائيلي لا يمثل كل الحقيقة”.
وقالت إنه خلال السنوات الماضية كان الشعب الإسرائيلي يتهم الساسة بأنهم يمنعون الجيش من إحراز الانتصار المنشود. لكن يبدو، بحسب الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على ذلك.
وتواصل الصحيفة، “ما حدث في لبنان عام 2006، وفي عملية الجرف الصامد في غزة عام 2014، وفي كل جولة قتال، انتهت بأكاذيب أقنعنا بها أنفسنا، مثل أن نصر الله يختبئ في مخبأه في بيروت، أو إنه تم إضعاف حركة حماس، وأنهم لا يريدون سوى الحفاظ على الحكم في غزة”.
وتشير الصحيفة إلى “أن المجتمع الإسرائيلي لا يزال يكذب على نفسه اليوم حين يقنع نفسه بأن حماس فقدت السيطرة على شمال قطاع غزة، وأن الشعب الغزاوي سينتفض ضد القيادة، وأن السنوار خائف، وسيطلق سراح المخطوفين قريباً”.
وشددت الصحيفة على أنه رغم رغبة الإسرائيليين بأن يؤمنوا بأن الجيش قادر على تحقيق النصر، “لكن يبدو أنه، مثل ما حدث في 2014 بغزة وعام 2006 في الشمال، الجيش الإسرائيلي غير قادر على إحراز انتصار على حركة حماس التي لا تملك قوة جوية ولا دبابات ولا سفناً أو أسلحة غربية دقيقة أو قبة حديدية لحماية سكانها”.
وقالت إن “اسرائيل لا تحارب دولة، إنما تنظيم مسلح، وتتباهى بالقضاء على رأس هذا القسم أو ذاك متناسية بأن المنظومة الجوية الحمساوية ليست كالإسرائيلية التي تم إنفاق مليارات الدولارات عليها من قبل الولايات المتحدة، إنما مجموعة طائرات بدون طيار تم شراؤها من موقع (علي أكسبرس)، ونحن نطاردهم منذ شهرين”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن النهاية غير معروفة للإسرائيليين، لكن واقع الحال اليوم هو أن الشعب خائف.
وأوضحت أن الأطفال الإسرائيليين يلعبون في الحديقة العامة لعبة “أين سنختبئ إذا جاء الإرهابيون”، وعلى شاشة التلفزيون تظهر حركة حماس كمن يستمتع بالأحداث الجارية والتي بدأت تجني ثمارها، من خلال إطلاق أو عدم إطلاق الرهائن.
ويقول إن “حماس فازت بالقلوب في العالم العربي بعد أحداث السابع من أكتوبر، والحركة تنتظر اليوم المليارات التي سيتم ضخها لإعادة إعمار غزة في اليوم التالي للحرب”.
وخلصت الصحيفة الى أنه، بدل أن يحاسب الشعب الإسرائيلي من شجع على ما حدث في السابع من أكتوبر، “فإن الأمور ستمر وسيستمر الإسرائيليون بالكذب على أنفسهم. والاقتناع بما يقال لهم في استوديوهات القنوات التلفزيونية”.
وختمت الصحيفة بقولها إن الحقيقة التي لا تعتمد على التأويل، بل على الحقائق فقط، هي أنه “مر شهران والجيش الإسرائيلي لم يمح قطاع غزة، رغم أن الساحة مفتوحة فلا قيود دولية ولا معارضة داخلية. قلنا للساسة دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر وها قد أعطيناه الفرصة، فماذا أحزروا؟ يبدو أنه غير قادر على ذلك”.
الجزيرة